مصطفى أمجكال/ صوت العدالة
متعة النجاح لا توازيها اي متعة و لا يضاهيها اي احساس سوى احساس التفوق و معانقة المعالي ، و يزداد هذا الشعور عندما يكون التميز في مجال الدراسة و العلم .
لقد عانقت الطالبة رشيدة سومان هذا الإحساس بعد انقطاع عن الدراسة لمدة 25 سنة و بعد أن فارقت الثانوية دون التمكن من الحصول على شهادة البكالوريا بسبب الإكراهات المادية و المجتمعية .
لقد شكل هذا الانقطاع صدمة قوية و خلق حزنا عميقا في نفسيتها الصغيرة، حزنا لم يفارقها كل تلك السنوات الطويلة التي عرفت فيها تحولات جذرية تمثلت في الزواج و الإنجاب و رعاية الأطفال و السهر على تربيتهم و مواكبة دراستهم لمدة 25 سنة إلى ان وصل بعضهم إلى مستويات متميزة من الدراسة و النجاح ، ليعاود حنين المدرسة و جو الامتحانات طرق باب تفكير رشيدة … و بدون تردد أو تأخير تقوم بتقديم ملف ترشيحها لاجتياز امتحان الباكالوريا أحرار و تحلم بفرحة الاطلاع على صبورة النجاح .
إن هذا الطموح يعتبر تحدي كبير جدا في وجه الأخت رشيدة سومان ، كيف لا و هي ربة البيت التي تقوم برعاية 4 أبناء و تسهر على راحتهم و راحة زوجها ، و رغم طموحها الشديد فهي المنقطعة عن الدراسة لفترة طويلة يتعذر معها استحضار كل المعلومات و القواعد و الأساسيات الأولى لمستوى الثانوية ، لكن كل هذه الاعتبارات لم تكن لتقف عثرة أو حاجزا أمام الإرادة القوية التي تتحلى بها الأخت رشيدة . تلك العزيمة التي مكنتها بالفعل من العمل الجاد و المتواصل و الدائم لتصل في النهاية إلى النتيجة المتميزة و هي الحصول على شهادة البكالوريا بميزة عالية و بتوفق كبير .
ان هذا النجاح الذي عانقته الطالبة المجدة و الأم الناجحة و الزوجة المتميزة جعل آفاق الدراسة تتفتح أمامها بكل قوة و يزداد الطموح لما هو أكبر فكانت كلية العلوم القانونية بمدينة سطات هي الوجهة و الموطن الجديد الذي من خلاله سوف تتفتح مداركها على المجال القانوني و الدستوري لتصير واحدة من أنجب الطلبة و الطالبات في كلية الحقوق ، و هي اليوم تعانق النجاح في السنة الثانية حقوق و تحلم بالإجازة و الماستر و تتطلع نحو الدكتوراه في المستقبل بإذن الله .
هذه التجربة التي وقفت عليها شخصيا من حياة الطالبة رشيدة سومان و مسارها المتميز يعتبر تجربة ملهمة لكل الشباب الذي يسعى نحو النجاح، الراغب في التفوق ، و المتطلع إلى العلم و المعرفة. فلا شيء يقف حاجزا أمام التعلم ، لا عامل السن أو الظروف و الإكراهات، و لا الزواج و الأبناء، و لا الوظيفة أو العمل الحر … من أراد النجاح عرف طريقه و اقبل عليه بكل إصرار و إرادة و استمرارية .
هنيئا للطالبة رشيدة سومان على مسارها المتميز و من خلالها إلى كل الناجحين و المتفوقين أصحاب التجارب الملهمة و المحفزة .