السياسة بين الأمي والمثقف

نشر في: آخر تحديث:

صوت العدالة /قبلاني المصطفى.

السياسة لعبة قذرة قد يمارسها المثقف فيجني ثمارها، وقد يمارسها الأمي أيضا فتنعكس إيجابا على حياته ومحيط أسرته إلا أن أغلب الممارسين لها هم أصحاب المال والجاه والنفوذ.

يلعب الانتماء القبلي أو العشائري في مجتمعاتنا المتخلفة دورا محوريا في قلب موازين الاستحقاقات الإنتخابية بتمكين الأمي صاحب المال والجاه ليكون ممثلا عن هذه المجتمعات في المجالس الجماعية أو البرلمانية أو الإستشارية وذلك بالإعتماد على مثقفي ومعطلي القبيلة أو الجهة التي يترشح بها هذا الأخير مرتكزا في برامجه على هذه الفئة التي ترى فيه المنقذ لها من براثن العطالة والضياع في المستقبل والأمل المعقود في إيجاد فرصة عمل و بعد سنوات من الدراسة والتحصيل .

إن السياسة التي يمارسها المحتالون السياسيون منذ اللحضات الأولى التي يعتزمون فيها الترشح للإستحقاقات تبدأ بالتخطيط والبرمجة وانتقاء المصطلحات والسهر على تقديم أجود التصريحات لإيهام المتلقي بأن لديه العصا السحرية لإصلاح وتغيير حالة الأمة ،وهو بذلك لا يسعى بعد نجاحه إلا لتغيير حالته المعيشية والاقتصادية والمالية غير مبال بالحالة الإجتماعية للمواطنين والدليل ما نلمسه واقعا من بعض السياسيين ونواب الأمة في بلادنا.

فإذا كان الوطن للأغنياء، وأصحاب المال والجاه الذين يعيشون فيه بحماية وحصانة،والوطنية للفقراء الذين يعيشون في حضانة والمتمسكون بوطنيتهم رغم معاناتهم ورغم التهميش والتمييز الذي يعيشونه،وبرغم التقارير التي تخرج من هنا وهناك عن وجود فساد وسوء تسيير واختلاس أموال ..فإن استمرارية الوطن والدفاع عن مقدساته والتمسك بحبه واحترام قوانينه هو العنوان البارز وهي القناعة المترسخة الموروثة جيلا بعد جيل في قاموس حياة الفقراء.

فالسياسة ليست هي التصريحات غير المسؤولة التي لا تلامس الواقع،والحنكة التي يدعيها هذا السياسي أو ذاك ليست هي التغريد خارج السرب وعدم مواكبة الوقائع والأحداث التي تفرض نفسها في المجتمع،والدراية ليست هي استعمال المصطلحات في غير محلها والتحدث بلغة الخشب أو لغة المصالح المغلفة لاغتنام الفرص وتحقيق المكاسب. فالوطن أولا وأخيرا ومصلحته العامة لا يجب أن تعلو عليها المصالح الشخصية،ولا يجب أن ينعم الإنتهازيون الذين يعتبرون أنفسهم فوق القانون أو خارجين عنه بفرصة تقوي عضضهم وتزيد تجبرهم،بل يجب أن يكون الجميع تحت مظلة ربط المسؤولية بالمحاسبة مع إصدار قوانين التصريح بالممتلكات لمحاربة الفساد والاستبداد الذي ينخر جسد المجتمع.

إن الضرورة اصبحت ملحة اليوم أكثر من السابق لمعرفة من هم الفاسدون الخونة ومتى خانوا وثمن خيانتهم وكيف أنهم يعملون على افتعال الأزمات وإلصاقها بالأبرياء بل وتصديرها إلى خارج حدود مسؤولياتهم وإلقاء اللوم على الناس.
أما نحن فهنا على صدورنا باقون كالجدار ندافع عن وطننا بكل إمكانياتنا ولو بأضعف الإيمان لن نخون عهدا ووعدا ولن يجف مداد قلمنا للتعبير عن حبنا له اعترافا بجميله وفضله علينا.
سنحيى ونموت من أجل الوطن ومن أجل الأقصى ،لأن الوطن واجبنا والأقصى اختيارنا.

اقرأ أيضاً: