ان التساؤل الذي يظل مطروحا هو هل يمكن الحديث عن سيادة صحية بالمغرب؟
ان الحديث عن السيادة الصحية بالمغرب يعني وجود نظام للصحة قادر على رفع التحديات المقبلة فيما يتعلق بمحاربة الاوبئة المحتملة وحماية المواطنين مما يمكن ان يتعرضوا له من جراء انتشار الأمراض والاوبئة والتي يمكن أن تعصف بالصحة للمملكة كيفما كانت الأسباب والظروف.
ان الظروف الوبائية( وباء كرونا covid19). قد ابانت عن بنية صحية جد هشة تمتلت في ضعف على مستوى اللوجيستك من اليات وغرف الاستيعاب للمرضىوقلة الموارد البشرية وفي بعض الأحيان ضعف تكوينها دون أن ننسى عدم قدرتها على التواصل الفعال مع المرضى واهاليهم مما كاد ان يسبب في بعض الأحيان اضطرابات وانفلات امني ويؤدي الى زعزعة الاستقرار الاجتماعي ويسهم في منح بعض مما يتحيننون الفرص من أجل خلق اضطرابات اجتماعية.
ان النهوض بالصحة بالمغرب وتحقيق السيادة الصحية وجعل المغرب في مستوى مواجهة المخاطر المحتملة وكذلك نموذج استثنائي في العالم العربي والإسلامي والافريقي يتطلب الاشتغال على عدة مستويات:
■اولا جعل البحث العلمي في مجال الصحة أولى الاوليات وهذا لايقتصر فقط على العلوم الطبية والوبائة ومجال الأدوية ولكن تظل الدراسات والأبحاث السوسيو -قانونية والسياسية في صلب البحث العلمي المرتبط بميدان الصحة فالدراسة القانونية والسياسية والاجتماعية من صميم البحث العلمي في مجال الصحة .
■ثانيا احدات صناعة صحية مستقلة ومغربية حرة وهذا يتأتى من خلال وجود استثمارات في الميدان الصحي مغربية :استثمارات بحثية ولوجيستكية تتمتل في بناء الوحدات الصحية والتجهيزات المرتبطة بها.
وفي هذا الإطار كان لجلالة الملك محمد السادس نصره الله المبادرة من خلال احدات وحدات صناعية مغربية لصناعة التلقيح ثم تعززت من خلال المرسوم المتخد مؤخرا فيما يتعلق بالسيادة الغدائية .
ان الوصول إلى السيادة الصحية يتطلب بالأساس معالجة النقص الحاصل في الوحدات الصية واللوجيستيك والموارد البشرية واعادة التكوين لمعالجة الخلل الموجود على هذا المستوى مع اعدة النظر في الوضعية الاجتماعية للفئة العاملة في مجال الصحة من أجل بث روح التحفيزات في الالتحاق بهذا المجال والحد من هجرة الاطر أصحاب الكفاءات المتميزة من مغادرة القطاع أو التوجه إلى جهات مستقبلة مغرية.
وفي النهاية يبقى رفع مستوى الخدمات الصحية يتطلب إعادة النظر في حكامة تدبير هذا القطاع الذي من شأنه بالفعل ان يساهم في استقرار أمني وسياسي ويحقق إقلاع اقتصادي و تنمية حقيقية للمملكة.
الدكتور مولاي المصطفى قاسمي استاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري جامعة الحسن الاول كلية العلوم القانونية والسياسية سطات.
السياسة الصحية بالمغرب الواقع وبناء سيادة صحية
كتبه Srifi كتب في 16 نوفمبر، 2022 - 8:53 مساءً
مقالات ذات صلة
14 يناير، 2025
أكثر من 20 جمعية تُفعّل الترافع حول مشروع “النواة الجامعية” بالخميسات
متابعة: حفيظ المخروبي تجمّع اليوم ممثلو أكثر من 20 جمعية من المجتمع المدني بالخميسات على الأرض المخصصة لإنشاء “النواة الجامعية”، [...]
14 يناير، 2025
بوعبيد الكراب عامل إقليم شيشاوة يزور دواوير جماعة اداسيل للوقوف على تقدم أشغال بناء المنازل المتضررة
قام بوعبيد الكراب عامل إقليم شيشاوة، بوعبيد الكراب، يومه الثلاثاء 14 يناير 2025، بزيارة ميدانية إلى عدة دواوير تابعة لجماعة [...]
14 يناير، 2025
الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بحضور البرلماني عبدالعزيز درويش يستقبل ممثلين عن جمعية الفلاحين بجهة سوس ماسة
استقبل الفريق الاستقلالي للوحدة والعادلية بقر حزب الاستقلال ، بحضور السيد عبدالعزيز درويش، ممثلين عن جمعية الفلاحين المتحدين بجهة سوس [...]
14 يناير، 2025
مجلس البيضاء يخصص مليار و نصف لمشروع تأهيل حديقة بسيدي البرنوصي
خصص مجلس عمالة الدار البيضاء مبلغ مليار و نصف المليار من السنتيم لمشروع تأهيل حديقة المدخل بتراب مقاطعة سيدي البرنوصي. [...]