في أجواء من الفخر والاعتزاز، احتضنت مدينة الدار البيضاء يوم الخميس 25 أبريل 2024، حفلاً مهيبًا لاستقبال الفوج الثالث والعشرين من المفوضين القضائيين الجدد، بحضور ثلة من الشخصيات القانونية والقضائية البارزة. وقد ألقى الدكتور يونس عزاف، رئيس المجلس الجهوي للمفوضين القضائيين بالدار البيضاء، كلمة بالمناسبة، عبّر فيها عن الترحيب الحار بالوافدين الجدد إلى هذا السلك الشريف، مؤكدًا على ما تحمله هذه الخطوة من مسؤولية كبيرة ورسالة نبيلة في خدمة العدالة والمجتمع.

واستهل الدكتور عزاف كلمته بالحمد لله والثناء عليه، والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، مبرزًا قدسية المهمة التي أوكلت للمفوض القضائي، ودورها المحوري في تحقيق التوازن بين المواطن والجهاز القضائي، مشيرًا إلى أن الانتماء لهذه المهنة ليس مجرد اختيار، بل تتويج لمسار من الجهد والكفاءة، والانضباط والتحلي بالنزاهة.

وأكد رئيس المجلس أن المفوض القضائي يشكل دعامة أساسية في منظومة العدالة، ومكوّنًا حيويًا في تجسيد ثقة المواطن في أداء المؤسسات القضائية، مشددًا على أن الانضمام لهذا السلك لم يكن محاباة أو مصادفة، بل كان عن جدارة واستحقاق.
كما عبّر عن يقينه بأن الجيل الجديد من المفوضين سيكون خير خلف لخير سلف، يواصلون أداء الرسالة بكل صدق وحياد، ويمثلون المهنة بأسمى قيمها من التزام، ونزاهة، واستقامة.
وفي ذات السياق، جدد عزاف التزام المجلس الجهوي بمرافقة المفوضين الجدد في مسيرتهم المهنية منذ أول خطوة، عبر التأطير والتكوين والمواكبة العملية، بهدف تعزيز كفاءاتهم ومواجهة التحديات التي قد تعترضهم في الطريق.
وأشار إلى أن المفوض القضائي ليس مجرّد فاعل إداري، بل هو تجسيد حي للعدالة، قدوة في الأمانة والصدق، وحامل لرسالة نبيلة تتطلب وعيًا تامًا بجسامة الأمانة الملقاة على عاتقه، ومسؤولية أمام الله والوطن والمواطن.
وفي ختام كلمته، ذكّر الدكتور عزاف بالحكمة الإلهية التي تدعو إلى أداء الأمانات إلى أهلها، مستشهدًا بقوله تعالى:
“إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا” [سورة النساء: 58].
كما عبر عن أمله في أن يشكل انضمام هذا الفوج إضافة نوعية للمهنة، وسندًا قويًا في طريق الإصلاح والتميز، متمنيًا لهم النجاح والتوفيق في أداء رسالتهم السامية.