المؤتمرات والندوات أنواع تتفاوت فائدتها وقيمتها، وضررها أيضا:
1- المؤتمرات الأكاديمية الجافة: هي مؤتمرات تخصصية تنغلق على الجامعة؛ حيث تعالج إشكالات علمية تخصصية، قد تكون بالغة الأهمية للمتخصصين، لكنها بعيدة عن المجتمع ومنفصلة عن قضاياه؛
2- مؤتمرات احتفالية: هي مناسبات احتفالية أكثر منها علمية، تقام عادة لاستهلاك ميزانية متبقية، أو تنتج عن الاعتماد على منظم يفتقر لأي رؤية علمية أو هم بحثي؛ حيث يتظاهر المتدخلون أنهم يحاضرون، ويتظاهر الآخرون بأنهم يستمعون إليهم، ويتم تبادل الأدوار بشكل منظم، ثم نتناول غذاء دسما، ونتبادل الابتسامات ونلتقط الصور، ونمضي على أمل اللقاء في حفل، أقصد مؤتمر، قريب.
3- مؤتمرات العناوين المثيرة: يبرع منظموها في التجاوب مع الموضة الثقافية والإعلامية السائدة، ولا يكون لها أي أثر بحثي، وإنما ينحصر أثرها في تسويق اسم الجهة المنظمة؛ وغالبا ما يقصى منها الباحثون الشباب، ويستدعى لها باحثون كُسالى بأسماء رنانة، أكثرهم جدية يعد عناصر مداخلته في القطار أثناء تنقله إلى مدينة المؤتمر؛ خير مثال هو بعض مؤتمرات التبرك بالذكاء الاصطناعي التي تنظم حاليا؛
4- مؤتمرات الأسئلة المبدعة: هي مؤتمرات تراعي احتياجات المجتمع وقضاياه، وتبرع في طرح محاور ذكية تنطلق من الواقع؛ وتناقش إشكالات وتحديات واقعية بشكل علمي، وتساعد على تشبيك الباحثين، وعادة ما تختتم بتوصيات يتم نسيانها بانتهاء المؤتمر.
5- مؤتمرات إبداع الحلول: هي مؤتمرات لا تكتفي بإثارة الانتباه وعرض التحديات والإشكالات وصياغة التوصيات، بل تنتج أوراقا بحثية تبدع الحلول، وتصلح أرضية لصياغة أوراق سياسات، وتحتضن نقاشات علمية تثري المتخصصين، وتخرج بمشاريع مبتكرة لجعل الواقع أفضل، وهذه نادرة جدا، وتحتاج إلى مشاريع لاحقة لتسويق مخرجاتها عند صانعي السياسات العامة.
