الخميسات:من قتل هاجر؟ القدر أم البشر؟

نشر في: آخر تحديث:

صوت العدالة – مكتب الخميسات

لا زالت ساكنة الخميسات لم تستفيق بعد من هول الصدمة التي أخرجت كل المدينة لمتابعة مراسيم تشييع جنازة هاجر البريئة،ولا زال السؤال عالقا حول  من يتحمل مسؤولية وفاة المسكينة ،التلميذة البريئة التي ذهبت ضحية سوء تدبير ولا مبالاة.

فأن يسقط عمود كهربائي بفعل قوة قاهرة،ويؤدي الى وفاة ، هذا يمكن أن يقبله المرء،بحكم أنه قدر كتب على الفقيدة، لكن أن يسقط العمود نفسه على تلميذة وهي في طريقها لتقي العلم والمعرفة من شاحنة لشركة مكلفة بتهيئة شارع ابن سينا، فهذا يمكن اعتباره عمل من فعل البشر ويرتب المسؤوليات.

فمن المسؤول إذن؟ هل الجهة التي تتبنى مشروع التهيئة؟ أم مجلس المدينة؟ أم المقاول؟ أم المستخدمين الذين كانوا في الشاحنة؟

كثرت الاتهامات لهذا الجانب أو ذاك،وكل بطريقته ووسائل تحليله للواقعة المؤلمة،فمنهم من يتهم صاحبة المشروع، ومنهم من يتهم مجلس المدينة باعتباره الساهر على سلامة وحياة المواطنين، ومنهم من يحمل المسؤولية الى المقاول الذي لم يقوم بإجراءات السلامة والمتابعة اليومية لكل مراحل المشروع.

لكن، الكل يتفق حول ضرورة فتح تحقيق في الوفاة وترتيب المسؤوليات، لأن الأمر يتعلق بحياة طفلة لا زالت في  ربيعها الخامس عشر،وباستقرار أسرة تحولت حياتها الى جحيم بفعل فقدانها للأبنة في ظروف غريبة.

فالذي تهمه سلامة وحياة المواطنين، والمسؤول عنهم بالمدينة هو الذي من المفروض أن يفتح تحقيق في الموضوع،ويستدعي كل الأطراف والمتدخلين،كل حسب درجة مسؤوليته،وإنصاف هاجر حتى وهي تحت التراب.

فالأمر ليس بالسهل، والمسؤولية جسيمة، ونتائج البحث قد تزلزل بعض المواقع وتعصف ببعض الأسماء،فلا يعقل أن يتعامل المسؤولون بهذا النوع من اللامبالاة في تدبيرهم لأمور المدينة، التي طالما طالبت بزيارة ملكية للوقوف على كل أشكال التهميش، والموت البطيء الذي يعيش على إيقاعه الشباب بالأحياء المهمشة،والاقصاء الممنهج لبعض المواقع وحرمانهم حتى من الإنارة العمومية.

فحتى لا تعيش المدينة مأساة جديدة، وحتى ترتاح روح هاجر،الواجب يحتم على أصحاب القرار التحرك العاجل لفتح تحقيق مسؤول في الموضوع وترتيب المسؤوليات،حتى لا تتحول الخميسات مقبرة لأبنائها مع سبق الإصرار والترصد.

اقرأ أيضاً: