التنسيق بين المديرية العامة للامن الوطني ووسائل الإعلام لاجتثاث الإجرام.

نشر في: آخر تحديث:

محمد الحرشي / صوت العدالة

في الدول المتقدمة يعمل الإعلام جنبا الى جنب مع كافة الأجهزة الأمنية من اجل محاربة كل أشكال الجريمة والتصدي لها في المهد سواء البسيطة منها او المنظمة ؛بل تعمل على اشراك كاميرات الصحافيين في تغطية عملية من عمليات المداهمة والترقب والقاء القبض على المجرمين.
وهذه المشاركة المباشرة للإعلام في الشأن الأمني تساهم في الكشف عن الكثير من الحقائق والمعطيات عن كيفية اشتغال موظفي وموظفات الأمن بصفة عامة من حيث الانضباط والتنسيق بين كافة الأجهزة الأمنية والتقيد بالقوانين القضائية الصارمة في رصد وتتبع المجرمين ،ثم التحقيق معهم واعتقالهم الى حين تقديمهم الى العدالة.
بالنسبة للمغرب، ما زال اغلب العاملين في القطاع الامني ينظرون بريبة وحذر شديدين الى كل عامل او منتدب في الصحافة ؛ وبذل ان يشركوه في العمليات الاستباقية لرصد المنحرفين والمجرمين واعتقالهم يصبح هو نفسه محط متابعة وتحقيق حول صورة او مقال لا ينسجم مع قناعات مسؤول أمني.
ونرى في امريكا وفرنسا كيف ان الإعلام بكل أنواعه، فروعه واقسامه يكون في الصفوف الأولى لتغطية حدث إجرامي او واقعة إجتماعية تضر بأمن السكان .
ولا نطلب المستحيل في زمن يلعب فيه الإعلام الدور الكبير في التنوير والتواصل ونقل الاحداث ,سوى تطبيق قانون الحق في المعلومة الذي صوت عليه مجلس النواب المغربي.
وهذا الاشراك يصب في مصلحة الاستراتيجية االجديدة نفسها التي تنوي المديرية العامة للأمن الوطني نهجها في عدة مدن و خصوصا التي تزايدت فيها نسبة الجريمة حيث بامكان وسائل الإعلام ان تتحول الى دعامة أساسية لنجاح الخطط الميدانية والبرامج الاستباقية المزمع القيام بها.
كما ان وسائل الاعلام تساهم في إماطة الغطاء عن الأدوار الحقيقية للأجهزة الأمنية اذا ما أتيح لها الدخول الى مقراتها المختلفة للاطلاع على التجهيزات والوسائل والبرامج المختلفة وتسلسل المسؤوليات وبالتالي ابراز الصورة الحقيقية عن الإدارة الأمنية و إزالة الغموض الذي يكتنف بعض الممارسات والمصالح.
فالكاميرا ليست فقط لتلميع صورة مسؤول أمني رفيع المستوى في قاعة رسمية او صالة من صالات الوزارات او فندق من فنادق خمسة نجوم بل لتكون الى جنب رجل شرطة او موظفة امن او دركي او فرد من القوات المساعدة او التدخل السريع او من الوقاية المدنية او من الجيش اثناء اداء واجباتهم الوطنية .
فوسائل الإعلام ما هي الا عين المجتمع التي تنقل ما يقع من احداث ويبقى الرأي العام هو الفيصل في إصدار الأحكام وتقييم النتائج .
ورأينا كيف تفاعل الراي العام مع الصور و الفيديوهات التي التقطت للمواطن المغربي الدركي(رحمة الله عليه ) وهو مرمي على الاسفلت مباشرة بعد دهسه اثناء اداء وظيفته.
فالمغاربة لهم حساسية جد خاصة مع مناظر التعدي والحكرة ولا يقبلون المساس بكرامة وحياة اي مواطن(ة) باي مكروه في اي جزء من الوطن وكيفما كانت رتبته ، راتبه وسلطته المعنوية والمادية ؛ وكل تنسيق بين الاعلام والأجهزة الأمنية هدفه الاسمى والصادق هو المساهمة في حماية الوطن برمته وبالتالى دوام الأمن الاستقرار.

اقرأ أيضاً: