الرئيسية أحداث المجتمع التقارب المتوسطي.. إعلان أثينا يرسّخ مكانة المغرب كقوة إقليمية ضامنة للاستقرار

التقارب المتوسطي.. إعلان أثينا يرسّخ مكانة المغرب كقوة إقليمية ضامنة للاستقرار

IMG 20251207 WA0038
كتبه كتب في 7 ديسمبر، 2025 - 6:17 مساءً

صوت العدالة_ هيئة التحرير

في خطوة دبلوماسية بارزة تعكس تنامي الدور الإقليمي للمملكة المغربية، شهدت العاصمة اليونانية أثينا توقيع “إعلان أثينا للتقارب المتوسطي”، وذلك على هامش اختتام فعاليات الملتقى الدولي “أطلس” الذي انعقد من 1 إلى 3 دجنبر 2025 تحت شعار “البحر الأبيض المتوسط.. فضاء الترابط الحضاري وتوحيد الرؤى بين ضفتيه”.

وقد وقّع الإعلان كل من سفير المملكة المغربية لدى اليونان، وعمدة بلدية إيراكليون – أثينا، وعميد سفراء الدول الفرنكوفونية باليونان، إلى جانبهم الاعلامي المغربي “عثمان بوطالب” ممثلا عن المجتمع المدني، في مشهد يعكس التعددية والانفتاح الذي يميز الفضاء المتوسطي.

وتمثل وثيقة أثينا، محطة مفصلية في مسار تعزيز التعاون بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، حيث يضع أسس شراكة جديدة قائمة على قيم السلام والتعايش وحماية البيئة، مع التزام جماعي بتحويل المبادئ المعلنة إلى خطوات عملية ملموسة.

وقد تميز الملتقى بحضور وازن ضم سفراء دول متوسطية وفرنكوفونية، وممثلي بعثات دبلوماسية، ومسؤولين منتخبين من بلديات كبرى في أثينا، إلى جانب خبراء ومفكرين من ضفتي المتوسط، ما أضفى على الحدث بعدًا دوليا يعكس أهمية القضايا المطروحة.

حيث جاء في نص الإعلان مجموعة من البنود التي تؤطر الرؤية المشتركة للمشاركين، أبرزها:

  • التأكيد على البعد الحضاري للمتوسط كفضاء للتلاقح الثقافي والتعايش بين الشعوب، والدعوة إلى تعزيز الذاكرة المشتركة للمجتمعات المتوسطية.
  • اعتماد تنظيم الملتقى بشكل دوري، سنويًا أو نصف سنوي، بالتناوب بين عواصم المتوسط، مع الانفتاح على دول الفضاء الفرنكوفوني.
  • الإشادة بالدور الريادي للمغرب كفاعل استراتيجي يربط إفريقيا بأوروبا، وإسهامه في ترسيخ الاستقرار والحوار في المنطقة.
  • الدعوة إلى بلورة مقاربة إنسانية جديدة لقضية الهجرة، ترتكز على تعزيز البعد الإنساني واستثمار التجارب الناجحة في المنطقة.
  • ترسيخ التعدد الثقافي كعنصر جوهري في الهوية المتوسطية، عبر تطوير برامج مشتركة بين الجامعات والفنانين والشباب.
  • تعزيز الالتزام المناخي وفق اتفاق باريس وإعلان الرباط الأورو–متوسطي، ودعم مشاريع الطاقات المتجددة والاقتصاد الأخضر.
  • تقوية دور الإعلام في بناء التفاهم المتوسطي، من خلال محاربة خطاب الكراهية والتضليل، وتشجيع الإنتاج الإعلامي الداعم للسلم والحوار.
  • التأكيد على قيم السلام والتعايش كمرتكزات لمستقبل مشترك، وتشجيع التعاون الثقافي والبيئي لتحقيق تنمية مستدامة.

وفي الختام، شدد المشاركون على أن مستقبل المتوسط يجب أن يُبنى على أسس التعاون، والتعايش، واحترام الحقوق، وحماية البيئة، مع التزام جماعي بتحويل هذه المبادئ إلى واقع يعزز الاستقرار والازدهار المشترك.

بهذا الإعلان، يكرّس المغرب موقعه كقوة إقليمية حاسمة وصمام أمان في معادلة الاستقرار المتوسطي، ويؤكد من جديد حضوره الفاعل في صياغة مستقبل المنطقة على أسس من الشراكة والتضامن والتكامل الحضاري.

مشاركة