بقلم : عبد القادر السباعي
صوت العدالة
خرجت اطياف من الاساتذة المتعاقدين بجهة مراكش آسفي، في يوم اسموه يوم الغضب للتعبير عن امتعاضهم لما وصلت اليه المدرسة المغربية من جهة، وما يعتري حالة الاساتذة المعاقدين من جهة ثانية .. حيث صار ملفهم اشبه ما يكون بالقنبلة الموقوتة التي تتحرك بين الفينة والاخرى في وجه الجهات الوصية، علها تنتزع حقوقا ضاعت كما تشير بذلك شعارات المسيرة.
.. لقد اقسمنا اليمين،لن نهدأ لن نستكين ” بهذا الشعار جابت الجماهير المشاركة في المسيرة الاحتجاجية الحاشدة شوارع المدينة الحمراء.. لتطرح من بنبرات صوت عالية مشاكل هذه الفئة التي تعاني من القهر والحكرة والتهميش كما يقول احد المشاركين. الزمن كفيل بأن يقدم الاجابات، لان صوت الحق يعلو ولا يعلى عليه.. بهذه العبارات انطلقت مداخلة مركزية مقتضبة لتوجه رسالة للجهات الوصية والمجتمع حول مصير التعليم باعتباره ارقى واسمى قطاع معول عليه لبناء كوادر واطر ستتحمل المسؤولية في المستقبل.
امزازي سير فحالك .. وقد طالب المحتجون في المسيرة الى دمج الاساتذة في سلك الوظيفة العمومية، والغاء نظام التعاقد وتأكيد المساواة كمبدأ للولوج الى الوظيفة العمومية بشكل عام .. في اشارة ضمنية الي الخروقات التي تشوب عملية تنظيم المباريات والامتحانات التي تعلن عنها وزارة التربية الوطنية بجل اقاليم المملكة. من جهة اخرى رفع الاساتذة المشاركون شعارا يطالب وزير التزبية الوطنية بالرحيل عن منصبه على رأس الوزارة مؤكدين انه لم يستطع تدبر الملفات المطروحة على الطاولة. بل ساهم بشكل غير مباشر في تفاقم الازمة، وطرح اشكالات جديدة.. فلك الله يا وطن.
هذا تعليم البغرير.. بهذه العبارات الساخرة انتقد الاساتذة ما تعج به مقررات التربية والتعليم، حيت جالت شعاراتهم صفحات الكتاب المدرسي .. اخذة من كل فن طرف، فمن البغرير كان العجب، وعن قصة لالة نمولة التي ذهبت الى الحمام لتسخن عظيماتها .. نمولة!!! اي ثقافة هذه .. يتساءل المشاركون. انه العبث في زمن كان الاجدر ان تقف فيه الاطر والوزارة صفا متراصا لحماية التعليم من الخراب الذي بات يتهدده .. فصار من هب ودب يشير بعصا الطاعة الى مربي الاجيال كما يقول احد الاساتذة . اما عن اللفتة في الكتاب فتلك قصة اخرى لا تصلح للحديث.
المقاربة الامنية .. للاشارة فقد واكبت جريدة صوت العدالة المسيرة عن كتب .. حيث غطت جل اطوارها منذ البداية الي حين رفع الشكل النضالي، مسجلة الحضور الامني المكثف، والنزول الكبير لاجهزة الامن باختلاف تلاوينها لتأكد على المقاربة الامنية في التعامل مع الملف. هذا الامر جعل المشاركين يؤكدون على شجبهم للطريقة التي تتعامل به وزارة التربية الوطنية مع قضاياهم العادلة والمشروعة، مذكرين ان الهدوء قد يسبق العاصفة ما لم تكن هناك نية حقيقية لرفع الظلم والحيف، وتعديل القوانين الجاري بها العمل والغاء نظام التعاقد الذي كسر التعليم من المفصل. فهي بذلك “تضرب في العمق المدرسة المغربية، وتؤسس لجيل ضعيف معرفيا، لن يجد أمامه سوى الشارع ملاذا”.
للتذكير الاساتذة التعاقدين بالجهة يخوضون اشكالا نضالية منذ مدة طويلة الامد لغاية اسقاط مرسوم التعاقد الذي يجبر الاستاذ على الامتثال لقوانين مجحفة وواهية.. بل غير معقولة كما يقول المشاركون. حيث اكدرا غير ما مرة ان الدولة بمؤسساتها كان الاجدر ان تقف خدمة للقطاع لانه البؤرة التي تعيد انتاج النمط الاجتماعي القائم على مبدأ القيم والاخلاق ..
