الرئيسية آراء وأقلام ” الإدمان و المرض النفسي “

” الإدمان و المرض النفسي “

IMG 20180928 WA0013.jpg
كتبه كتب في 28 سبتمبر، 2018 - 1:53 صباحًا

بهضاض محمد طه:باحث في علم النفس و مؤهل للاستشارة و المرافقة النفسية و التربوية.

يحتل موضوع تعاطي المخدرات مكان الصدارة بين المشكلات الاجتماعية و الصحية على الصعيد العالمي منذ منتصف الستينات ليتبلور الاهتمام به في عدد من المجتمعات العربية بدءا من منتصف السبعينات لتستمر قوى الدفع عالميا حتى يومنا هذا.
ما زاد من حجم المشكلة هو شيوعها بين مختلف الطبقات و ظهور مواد نفسية (مواد مخدرة ) أشد خطورة ( هيروين ، كوكايين ، اكسطازي … ) مقارنة بالمواد التي كانت منتشرة من قبل و اقترانها بوقوع عديد من المشاكل الاجتماعية ( الإجرام مثلا ) و ازدياد الأعباء الاقتصادية و سوء التوافق الاجتماعي إضافة إلى تدهور الصحة الجسمية من جهة و الصحة النفسية من جهة أخرى نتيجة التعاطي و الإدمان .
و في هذا السياق أثبتت مجموعة من النتائج إلى الاقتران الواضح بين وجود اضطرابات نفسية و جسمية بين المتعاطين و المرتبطة أساسا بظهور العديد من الاضطرابات المزاجية مثل القلق و الاكتئاب و الكذب ، الشعور بالهموم ، زيادة الانفعال و اتسامهم بسمات شخصية غير متزنة انفعاليا … بحيث يعتبر القلق من المنبئات المهمة على سلوك التعاطي .
إضافة إلى وجود انخفاض لدى المتعاطين في تقدير الذات و العناية بالذات و التي تفضي بدورها الى أشكال متنوعة من الاضطراب النفسي ( الاندفاع ، الانسحاب الاجتماعي ،القلق ، الاكتئاب … )
و في هذا الشأن و من ناحية تقويم كفاءة البرامج العلاجية للمدمين في زيادة تقدير الذات لديهم تم الوقوف على فعالية برنامج حل المشكلات من خلال المحاضرات و لعب الدور و المناقشة الجماعية أدت الى الرفع من معدل تقدير الذات لديهم .
بصفة عامة فان ارتفاع القلق و ظهور الأعراض الاكتئابية و انخفاض تقدير الذات تعد من الملامح المميزة للعصابية (الخوف الذي يؤدي إلى اضطراب في الشخصية وفي الأتزان النفسي. وهو اضطراب عصبي وظيفي غير مصحوب بتغير بنيوي في الجهاز العصبي. ترافقه في كثير من الأحيان أعراض هستيريا, وحصر نفسي, وهواجس مختلفة و مريض العصاب لا يعاني من الهلوسة او من فقدان الصلة مع الواقع ) .

مشاركة