حفيظ المخروبي – صوت العدالة
في مبادرة مواطِنة تعكس الغيرة الصادقة على البيئة والمجال الطبيعي، قامت الأستاذة نجية، رفقة مجموعة من الغيورين من مدينة الخميسات، بحملة نظافة تطوعية شملت جوانب من ضاية رومي، حيث عملوا على جمع النفايات والأزبال المتراكمة، في مشهد يُجسد روح المسؤولية الجماعية تجاه هذا المتنفس الطبيعي المهم.
هذه المبادرة، التي انطلقت من حس بيئي عالٍ وشعور صادق بالانتماء، كشفت عن مدى الإهمال الذي تعاني منه ضاية رومي، في ظل غياب تدخل الجماعات الثلاث المعنية، التي من المفروض أن تتحمل مسؤولية تهيئة وصيانة هذا الموقع الطبيعي الذي يُعتبر المتنفس الوحيد لسكان مدينة الخميسات وشبابها.
ما قامت به الأستاذة نجية ومن معها، ليس مجرد تنظيف مؤقت، بل هو نداء عملي ورسالة واضحة إلى الجهات المسؤولة، مفادها أن أبناء المدينة مستعدون للعمل من أجل بيئتهم، لكن الواجب يُحتم على السلطات المنتخبة والمؤسسات أن تتحمل دورها في حماية هذه الثروة الطبيعية.
ضاية رومي، بما لها من جمال طبيعي وتاريخ في ذاكرة المدينة، تستحق أن تكون منتزها بيئيا حقيقيا، يتوفر على شروط النظافة، السلامة، ومرافق الراحة، بدل أن تظل مسرحًا لتراكم الأزبال وتشويه المنظر العام.
الرسالة وصلت، من خلال سواعد المتطوعين وضميرهم الحي، فهل من مجيب؟ وهل تتحرك الجهات المسؤولة لإنقاذ هذا الفضاء من الإهمال وتحويله إلى نموذج يُحتذى به في حماية الطبيعة؟
تحية تقدير للأستاذة نجية ولكل الغيورين الذين أثبتوا أن العمل التطوعي هو اللبنة الأولى نحو التغيير الإيجابي.