بقلم: عشار أسامة
في وقت تزايدت فيه التحديات التي تواجه المدن المغربية نتيجة الفوضى في احتلال الملك العمومي، برز دور باشا بنسليمان وباشا بوزنيقة كأمثلة للمسؤولين الذين يجسدون معاني المهنية والالتزام بالقانون. لم يكن الهدف فقط إزالة التعديات على الملك العمومي، بل أيضًا خلق بيئة منظمة تحترم حقوق المواطنين وتضمن تنظيم الشوارع والفضاءات العامة.
باشا بنسليمان، في قلب حملته لتحرير الملك العمومي، أظهر قدرة كبيرة على التفاعل مع الوضع بحس مهني عالٍ. كان يحرص على تطبيق القانون بحزم، لكنه في نفس الوقت كان يحترم ظروف المواطنين الذين تعرضوا للمضايقات. إذ لم يقتصر دوره على التنسيق مع الأجهزة الأمنية بل كان يقترح حلولًا بديلة للمتأثرين بالقرار.
أما باشا بوزنيقة، فقد أبدع في إحداث توازن بين الحزم والإنسانية. نجح في تحريك عجلة التغيير بحذر وذكاء، حيث وفر حلولًا للمواطنين الذين اضطروا لمغادرة الأماكن التي احتلوها بشكل غير قانوني، مما جعل الحملة تحقق أهدافها دون أن تتسبب في أضرار اجتماعية.
هاتان التجربتان تبرزان أن مهنية المسؤولين لا تقتصر فقط على فرض القوانين، بل تشمل أيضًا الاهتمام بالجانب الإنساني وتقديم الحلول البديلة، مما يساهم في تحسين الواقع المحلي بكل سلاسة واحترام.

