أثار إعلان الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك)، الأحد، عن تصفية حذيفة كحلوت الملقب بـ”أبو عبيدة”، المتحدث العسكري باسم كتائب القسام، جدلاً واسعاً حول دلالات التوقيت والأثر الحقيقي للعملية على مسار الصراع.
فالبيان الإسرائيلي قدّم العملية كـ”إنجاز استخباراتي” اعتمد على معلومات دقيقة وجمع مشترك بين أجهزة الأمن و”أمان”، مؤكداً أن المستهدف كان أحد آخر الوجوه البارزة في قيادة الجناح العسكري لحماس قبل هجوم 7 أكتوبر. غير أن هذا الطرح يطرح تساؤلات حول مدى قدرة إسرائيل فعلاً على اختراق البنية التنظيمية والإعلامية لحماس، خاصة وأن أبو عبيدة ظل طيلة سنوات الواجهة الدعائية الأبرز للحركة.
خلال العقد الماضي، تحوّل أبو عبيدة إلى رمز إعلامي يتجاوز مجرد وظيفة الناطق الرسمي، إذ ارتبط صوته وصورته ببيانات “الردع” و”المواجهة”، ما جعله يشكّل أداة مركزية في معركة الوعي بين إسرائيل وحماس. ومن هنا، قد تكون الضربة موجهة بالأساس إلى البعد الرمزي والنفسي أكثر من كونها تغييراً حقيقياً في موازين القوى الميدانية.
ورغم إعلان وزير الدفاع الإسرائيلي، يسراي كاتس، عن “تصفية” أبو عبيدة بعد استهداف مبنى بحي الرمال في غزة، يظل السؤال المطروح: هل يشكّل اغتيال شخصية دعائية بهذا الثقل تراجعاً في قدرة حماس على إدارة خطابها الإعلامي، أم أنه سيدفع الحركة إلى إعادة إنتاج خطاب أكثر راديكالية لتأكيد حضورها؟
في كل الأحوال، يعكس هذا الحدث استمرار المعركة على جبهة الوعي، حيث تسعى إسرائيل إلى تصوير اغتيال أبو عبيدة كضربة استراتيجية، بينما قد تراه حماس مجرد “حلقة” في حرب طويلة لا تختزلها الأسماء ولا الوجوه.

