سماح عقيق/ صوت العدالة.
عديدات هن المغربيات الرائدات اللواتي سطع نجمهن في سماء العديد من المجالات، فبرزن على الساحة الوطنية والدولية، وجوه نسائية مغربية متميزة ، استطعن تحقيق التميز ، ففرضن على دول العالم احترامهن وتقديرهن، وتمكن بمهارة من تقديم صورة جد مشرفة عن وطنهن المغرب ، من بينهن الربانة المغربية ثريا الشاوي أول وأصغر قائدة طيران مغربية عربية افريقية.
في مدينة فاس ، رأت ثريا الشاوي النور عام 1937 ، من أسرة مثقفة واعية ، كانت مولعة بكل ماله علاقة بالطيران منذ سن صغيرة، ومن غرائب الصدف وعجائبها، وتدابير القدر ، إنها أصيبت بمرض شفاؤه كان مرتبطا بالطيران ، فقد أصيبت ثريا وهي طفلة بمرض صدري، وقال الطبيب لوالدها ان ما يمكن أن يساعدها هو ركوب الطائرة، فعلا سعى والدها الى تنفيذ نصيحة الطبيب أملا في علاج ابنته ، وقد كانت تلك المرة الأولى التي تكتشف فيها ثريا الشاوي شعور الطيران، الذي أصبح ولعا سعت إلى تأطيره بالدراسة.
التحقت ثريا بمدرسة لتعلم الطيران في تيط مليل، وقد كانت نموذجا فريدا ومتميزا، ليس فقط لانها كانت فتاة بل أيضا بالنظر إلى سنها الصغير بعد فترة قصيرة تمكنت من تعلم الطيران ، حيث نجحت في الحصول على شهادة الطيران وسنها لا يتجاوز 16 عشر ، والغريب انها اجتازت الامتحان في يوم صعب ، ذلك أن الطقس لم يكن مناسبا جدا للطيران غير انها ورغم ذلك تمكنت من النجاح وأصبحت حديث وسائل الاعلام في المغرب وخارجه ، لم تكن لثريا اهتمام بالطيران فقط بل كانت لها العديد من الاهتمامات خصوصا الادب كالشعروالقصة ، إضافة ال إسهامها في العمل الجمعوي من خلال تأسيسها جمعية “اخوات الاحسان”
كذلك لها مواقف وطنية ، حيث أنها وقبيل عودة الملك محمد الخامس من المنفى ، طلبت رخصة من القصر الملكي ، وقامت في يوم عودته بالترحيب به على طريقتها الخاصة إذ قامت بالطيران على علو منخفض ورمت من طائرتها أوراقا ترحب بعودته .تعرضت ثريا الشاوي الى اربع محاولات اغتيال ، لكن الخامسة كانت صائبة حيث تم اغتيالها يوم فاتح مارس من سنة 1956، أي يوم واحد قبيل الاستقلال .
نعم انها الشهيدة ثريا الشاوي، اول امرأة مغربية عربية مسلمة ، نجحت في دخول عالم كان حكرا على الرجال أواسط القرن الماضي، محققة إنجازا جعل وسائل الإعلام من مختلف أنحاء العالم تتحدث عنها والمغاربة فخورين بها .
