شهدت مقاطعة الحي الحسني بمدينة الدار البيضاء، يوم الخميس 12 يونيو 2025، حادثة اعتداء أثارت جدلاً واسعاً، استهدفت فعاليات مدنية وحقوقية معروفة بمتابعتها الدقيقة للشأن المحلي ودفاعها المستمر عن حقوق المواطنين.
وقع الاعتداء مباشرة بعد انتهاء أشغال دورة يونيو للمجلس، حيث تعرّض عدد من النشطاء لهجوم مباغت من طرف شخصين يُعتقد أنهما من المتضررين من عملية هدم محلات سوق “دلاس”، واللذين كانا قد قادا وقفات احتجاجية مماثلة خلال الأيام الماضية.
وقد أسفر الاعتداء عن إصابة الناشط الحقوقي حسن التيجي، الذي جرى نقله على وجه السرعة إلى مستشفى الحسني لتلقي الإسعافات الأولية، وذلك بحضور السلطات المحلية والمصالح الأمنية، التي حضرت إلى عين المكان وفتحت تحقيقاً في الواقعة.
وترتبط خلفيات التوتر الراهن بما حدث خلال دورة يناير 2025، والتي شهدت بدورها حالة من الاحتقان بسبب نفس الأفراد، حيث هدد أحدهم آنذاك بالانتحار وإضرام النار في جسده، لولا تدخل السلطات المحلية بحكمة لتهدئة الوضع وإخراجهم من القاعة، في واقعة تم توثيقها بالفيديو وانتشرت على نطاق واسع، مثيرةً موجة من الغضب في أوساط الرأي العام.
وتجدّدت أجواء التوتر خلال دورة يونيو الحالية، منذ بدايتها، بعد تدخل السلطات لإبعاد بعض المحتجين من قاعة الاجتماع، في ظل تصاعد الخلافات بين مكونات المجلس، من أغلبية ومعارضة، حول طريقة تدبير عدد من الملفات الحساسة، وفقاً لما أوردته مصادر إعلامية محلية.
وعقب الحادث، تدهورت الحالة الصحية للحقوقي حسن التيجي، ما استدعى نقله إلى إحدى المصحات الخاصة لتلقي العلاجات الضرورية. وقد أثارت هذه الواقعة موجة تضامن واستنكار واسعة في صفوف النشطاء والجمعيات الحقوقية، الذين اعتبروا ما حدث “اعتداءً مباشراً على حرية التعبير والعمل الحقوقي”، مطالبين بفتح تحقيق نزيه ومحاسبة المتورطين

