محمد البشيري/صوت العدالة
استطلاع للرأي: محمد عبد ربي الأستاذ الجامعي في علم الإجتماع جامعة الحسن الثاني بالدارالبيضاء..
في إستطلاع ودراسة ميدانية دقيقة أشرف عليها “محمد عبد ربي الأستاذ الجامعي في علم الإجتماع جامعة الحسن الثاني بالدارالبيضاء في إطار “الأفروباروميتر” مع مؤسسة العالمية للأبحاث و الاستشارات GSC، هو مشروع بحثي أفريقي غير حزبي، يقيس مواقف المواطنين حول الديمقراطية والحكامة والاقتصاد والمجتمع المدني ومواضيع أخرى.. جاءت الدراسةالتي طرحت تساؤلات إجتماعية ملحة، في محاولة منها لجس النبض ومعرفة آراء الشارع ونظرته الى القضايا الجوهرية والمؤثرة.. دراسة وفق منهج علمي يسمح باستثمار نتائجها وتأويلها للخروج بحلول جذرية.
إن البطالة هي المشكلة الأكثر أهمية والتي يريد المغاربة أن تعالجها الحكومة، وفقا لآخر مسح للأفروباروميتر في المغرب، والذي يظهر أيضا توجها عاما نحو تفضيل استمرر التعليم المجاني على المستوى الجامعي.
و يعتبر أداء الحكومة على مستوى خلق فرص الشغل، آداء ضعيفا ولا يرقى الى التطلعات حسب تقييم المواطنين، حيث يقترح الكثير منهم أن أفضل طريقة للتعامل مع مشكلة بطالة الشباب هي توفير الحوافز للمقاولات الخاصة، وإنشاء خطوط ائتمان لتمويل المقاولات التي ينشؤها الشباب، وتحسين جودة التعليم والتكوين.
وحسب ذات الدراسة ايضا، يظهر أن عددا قليلا فقط من المغاربة يؤيدون دفع مصاريف التعليم من أجل تحسين جودة التعليم في البلاد. وتفضل نسبة كبيرة من المواطنين التعليم المجاني، حتى و لو كان على حساب جودة التعليم نفسه. و رغم كون الأغلبية الساحقة من المواطنين، تعتقد وترى أن التعليم المجاني يشجع تعليم الفتيات ،وأنه ينبغي أن يستمر على المستوى الجامعي، فإن أكثر من نصف المغاربة يعتقدون أن ارتفاع معدلات التمدرس يؤثر سلبيا على جودة التعليم.
ويتزامن إصدار هذه البيانات مع الجهود التي يبذلها المغرب لإصلاح منظومة التعليم والتكوين المهني، بغية ضمان تطابق أفضل وإن بشكل نسبي.. بين التكوين وسوق الشغل ، و من أجل الحد من البطالة و تمكين الشباب من تحقيق اندماج فعلي في سوق العمل.
هي معطيات واقعية،تفرض نفسها علنا ، وتستنذ الى ارقام وإحصائيات أقرب الى الدقة.. حيث صرح واحد من كل 10 أشخاص مغاربة فقط (11 بالمائة) أن الحكومة تقوم بشكل “جيد” أو “جيد جدا” بخلق فرص الشغل، وهذا يعني أن هناك انخفاض بنسبة 7 نقاط مئوية مقارنة بسنة 2013 (18 بالمائة).
وتعد البطالة مشكلا يؤرق المجتمع بتلاوينه..فهي المشكلة الأكثر أهمية والتي ينزع المغاربة الى الحد من تفاقمها، في ظل جهود ومبادرات للحكومة لمعالجتها، وفقاً لما ذكره وصرح به أزيد من 66 بالمائة من المستجوبين.
في ذات الصدد يرى بعض المغاربة أن أفضل طريقة للتعامل مع مشكلة بطالة الشباب هي توفير الحوافز للمقاولات الخاصة (34 بالمائة) ، وإنشاء خطوط ائتمان لتمويل المقاولات التي ينشئها الشباب (27 بالمائة) ، وتحسين جودة التعليم والتكوين (25 بالمائة).
في حين يؤيد واحد من كل سبعة أشخاص مغاربة فقط (14 بالمائة) دفع مصاريف التعليم من أجل تحسين جودة التعليم. في الوقت الذي أكد فيه أربعة من كل 10 مغاربة بمعدل (44 بالمائة) أنه من الأفضل الحصول على تعليم مجاني حتى لو كان على حساب جودة التعليم.
إن أغلبية المغاربة يوافقون على أن التعليم المجاني يجب أن يستمر على المستوى الجامعي بمعدل (91 بالمائة)، وأن من شأن المجانية أن تشجع تعليم الفتيات ووصولهن إلى المرحلة الثانوية (87 بالمائة) ..أكثر من نصف المغاربة (53 بالمائة) “يوافقون” أو “يوافقون بشدة” على أن التعليم المجاني قد مكّن من رفع نسبة التمدرس، ولكن على حساب الجودة.
الإستطلاع كان الهدف منه إعطاء المواطنين فرصة التعبير عن آرائهم من خلال توفير بيانات ذات جودة عالية لصانعي القرار و السياسة ، ومنظمات المجتمع المدني ، والأكاديميين ، ووسائل الإعلام، والجهات المانحة والمستثمرين ، والمواطنين العاديين.. لفهم اعمق للواقع واكراهاته.
