حذّرت السلطات الصحية في فرنسا من ارتفاع ملحوظ في حالات الإصابة بمرض الحصبة، خصوصًا في منطقة بروفانس-ألب-كوت دازور، حيث سجلت 21 حالة منذ بداية سنة 2025، ما يمثل نحو ثلث الحالات المسجلة على المستوى الوطني، وسط مخاوف من ارتباط هذه الموجة الوبائية بتفشي المرض في المغرب.
أكدت وكالة الصحة الإقليمية أن الإصابات شملت 14 شخصًا بالغًا، فيما استدعت الحالات الخطيرة نقل ما يقارب 30% من المصابين إلى المستشفيات، حيث لوحظت مضاعفات خطيرة، بينها مشاكل عصبية وتنفسية، مما زاد من قلق السلطات الصحية الفرنسية التي كثّفت مراقبتها للوضع.
سُجّلت أعلى نسب الإصابة في مقاطعة الألب-ماريتيم بتسع حالات، تليها بوش-دو-رون بسبع إصابات، بينما تم رصد ثلاث حالات في مقاطعة فار، كما شهدت مدينة مرسيليا بؤرة تفشٍّ داخل مؤسسة تعليمية، بعدما تم تأكيد خمس إصابات في ثانوية “تيير” خلال شهر فبراير الماضي.
مطاعم المغرب
أعادت السلطات الصحية التأكيد على أهمية التلقيح كإجراء وقائي ضروري للحد من انتشار المرض، داعية السكان إلى التحقق من وضعهم التلقيحي واستكمال الجرعات اللازمة، لاسيما بالنسبة إلى الأطفال والبالغين الذين يسافرون إلى بلدان تعرف انتشارًا نشطًا للفيروس، من بينها المغرب.
يُذكر أن التلقيح ضد الحصبة أصبح إلزاميًا في فرنسا منذ عام 2018، حيث تصنَّف هذه العدوى الفيروسية من بين الأمراض شديدة العدوى، إذ تفوق قدرتها الانتقالية الإنفلونزا بعشرة أضعاف، وهو ما يفسر انتشارها السريع في أوساط غير الملقحين، فيما تشير البيانات الأخيرة إلى أن المغرب يشهد واحدة من أسوأ موجات انتشار المرض، مع تسجيل ما يقارب 25 ألف حالة اشتباه، و6,300 إصابة مؤكدة، و120 وفاة.
دفعت هذه الأرقام السلطات الفرنسية إلى اتخاذ تدابير وقائية صارمة، خصوصًا في ظل التزايد الملحوظ في أعداد الحالات الوافدة من المغرب، حيث تم تسجيل 13 حالة مستوردة منذ بداية السنة الجارية، مقارنة بـ26 حالة سنة 2024، ما يرفع العدد الإجمالي إلى 39 إصابة خلال عامين، في وقت تتزايد فيه المخاوف من استمرار انتقال العدوى بسبب تنقل الأفراد بين البلدين.