وجهت إيران تحذيرًا شديد اللهجة إلى الولايات المتحدة بشأن أي تدخل محتمل في الصراع الدائر بينها وبين إسرائيل، مؤكدة استعدادها للرد على أي تصعيد عسكري قد يمس سيادتها أو مصالحها الإقليمية.
وقال كاظم غريب آبادي، نائب وزير الخارجية الإيراني، في تصريح نقلته القناة الرسمية الإيرانية، يوم الخميس، إن بلاده “تحذر الولايات المتحدة من مغبة التدخل في الحرب دعما لإسرائيل”، مضيفًا أن “إيران مستعدة للدفاع عن نفسها”، في حال توسعت دائرة المواجهة.
وأوضح آبادي أن “كل الخيارات مطروحة أمام صناع القرار العسكري في إيران”، في ما فُسر على أنه تلويح بالردع المباشر ضد أي محاولة لتغيير موازين القوة في المنطقة لصالح إسرائيل بدعم أميركي.
تصاعد التوتر الإقليمي
يأتي هذا التصريح في وقت يشهد فيه الشرق الأوسط حالة من التوتر المتصاعد، في أعقاب عمليات عسكرية متبادلة بين إيران وإسرائيل، شملت استهداف مواقع حساسة وقادة عسكريين من الطرفين. وتخشى طهران من أن يُشكّل الدعم الغربي، وخصوصًا الأميركي، لإسرائيل بوابة لتدويل النزاع وتحويله إلى مواجهة إقليمية شاملة.
وفي حين لم يصدر أي رد رسمي فوري من واشنطن، يرى مراقبون أن تصريح آبادي يدخل في إطار الحرب الكلامية والتحذير الاستراتيجي، لا سيما أن الولايات المتحدة تملك وجودًا عسكريًا واسعًا في المنطقة، وتشكل حليفًا رئيسيًا لإسرائيل.
قراءة في خلفيات التصريح
يرى خبراء في الشأن الإيراني أن طهران تستخدم هذا النوع من التصريحات لبعث رسائل مزدوجة: أولها إلى الداخل الإيراني بهدف طمأنة الرأي العام بشأن جاهزية الدولة، وثانيها إلى الأطراف الدولية الفاعلة، في محاولة لتثبيت معادلة ردع إقليمية تمنع التدخل الأجنبي في حال انزلاق الوضع نحو مواجهة أوسع.
كما أن استخدام عبارة “كل الخيارات مطروحة” يؤشر إلى مرونة استراتيجية في الرد الإيراني المحتمل، سواء عبر قنوات مباشرة أو من خلال حلفاء طهران في المنطقة، ما قد يفتح الباب أمام سيناريوهات أكثر تعقيدًا في حال استمرار التصعيد.