صوت العدالة- محمد البوزيدي
احتضنت عمالة إقليم بوجدور لقاءً تواصليًا ومعرضًا مميزًا للاحتفاء بمرور عشرين سنة على انطلاقة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تحت شعار “عشرون سنة في خدمة التنمية البشرية”.
شهد اللقاء حضورًا وازنًا للسيد عامل الإقليم، وعدد من الفاعلين المحليين، وممثلي المصالح الخارجية، والمجتمع المدني، والمستفيدين من مشاريع المبادرة.
افتُتح اللقاء بكلمة ترحيبية للسيد عامل الإقليم، الذي أشاد بالمجهودات المبذولة منذ انطلاق الورش الملكي الكبير سنة 2005، مؤكدًا على الأثر الإيجابي للمبادرة في محاربة الهشاشة، وتعزيز التمكين الاقتصادي والاجتماعي للفئات المستهدفة، والنهوض بالرأسمال البشري.
تضمن برنامج اللقاء عرضًا مفصلًا لمنجزات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بين 2005 و2025، قدمه رئيس قسم العمل الاجتماعي، حيث سلط الضوء على البرامج الأساسية، والمؤشرات التنموية، وأثر المشاريع المنجزة على الفئات المستهدفة في العالم الحضري والقروي، خاصة في مجالات التعليم، الصحة، الإدماج الاقتصادي، ودعم الفئات الهشة.
حصيلة إيجابية تعكس التقدم المحرز
كشف العرض عن حصيلة إيجابية ساهمت في تحسين المؤشرات الاجتماعية والاقتصادية بالإقليم. فعلى المستوى المالي، بلغت الاستثمارات الإجمالية للمبادرة 269 مليون درهم، ساهمت فيها المبادرة بـ 173 مليون درهم (64% من التمويل)، بينما شارك الشركاء بـ 96 مليون درهم (36%)، مما يعكس نجاح نموذج الشراكة.
في مجال محاربة الفقر، سجلت المبادرة تراجعًا ملحوظًا في معدلات الفقر متعدد الأبعاد، حيث انخفض من 15% سنة 2014 إلى 4% فقط سنة 2024، وذلك بفضل 900 مشروع منفذ استفاد منها 214,000 مواطن.
وفي القطاع الاجتماعي، تحقق تقدم ملحوظ في مجالات الصحة والتعليم والبنية التحتية:
- الصحة: انخفض معدل سوء التغذية لدى الأطفال إلى 0.12%.
- التعليم: تراجعت أمية النساء من 29.2% إلى 21.7%.
- البنية التحتية: ارتفع ربط المنازل بالكهرباء من 85% إلى 100%، وتحسن ربط المنازل بمياه الشرب من 33% إلى 93.7%.
أما في المجال الاقتصادي، فقد ركزت 64% من المشاريع (363 مشروعًا) على الأنشطة المدرة للدخل، مما ساهم في خلق فرص عمل وتحسين الدخل الفردي، خاصة في المناطق القروية. كما خُصص 112 مشروعًا (12.4%) لدعم الفئات الهشة مثل الأشخاص ذوي الإعاقة والنساء المعيلات.
وقد انتشرت المشاريع عبر 5 ملحقات إدارية، مع تركيز خاص على المناطق الأقل نموًا، حيث استفادت المناطق القروية من 60% من المشاريع، مما ساعد على تقليص الفوارق المجالية.
وأكد المتدخلون أن هذه الحصيلة تؤكد أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم بوجدور شكلت نموذجًا ناجحًا للتنمية الشاملة، ساهم في تحسين مؤشرات التنمية البشرية وتعزيز العدالة الاجتماعية، مع الحفاظ على الخصوصيات المحلية والتوازنات المجالية.
عروض مرئية وتكريمات
تضمن اللقاء عرض روبرتاج مصور بعنوان “عشرون سنة في خدمة التنمية البشرية”، وثق لأبرز المحطات والمشاريع التي كان لها وقع ملموس على السكان، بالإضافة إلى أشرطة تحفيزية بعنوان “نساء الصمود” و”شباب اختاروا الطريق”، استعرضت قصص نجاح ملهمة في مجالات التمكين الاقتصادي والمقاولة الذاتية. كما عُرضت ارتسامات المستفيدين من برامج المبادرة، الذين عبروا عن تجاربهم الشخصية ومدى تأثير هذه المبادرات في تحسين ظروفهم المعيشية وتعزيز قدراتهم الذاتية.
واختُتمت فقرات اللقاء بتوزيع شواهد وجوائز تكريمية على عدد من الفاعلين، الجمعيات، والشباب الذين ساهموا في إنجاح مشاريع المبادرة بالإقليم.
معرض “تجارب ناجحة، رؤى متجددة”
بعد ذلك، انتقل الوفد الرسمي إلى ساحة العمالة، حيث تم تنظيم زيارة رسمية لفضاء “المبادرة”، تحت شعار “تجارب ناجحة، رؤى متجددة”. وضم الفضاء عدة أروقة عرضت مجهودات المراكز الاجتماعية والتربوية، بالإضافة إلى نماذج من مشاريع الأنشطة المدرة للدخل.
وقد شكل الفضاء فرصة للزوار للاطلاع على حصيلة البرامج من خلال شهادات حية، ولقاءات مباشرة مع الفاعلين والمستفيدين، واختُتم النشاط بحفل شاي على شرف الحضور.
وشكل هذا اللقاء مناسبة لاستحضار المكتسبات، وتأكيد الالتزام الجماعي بمواصلة جهود التنمية، بروح من المسؤولية والابتكار، في أفق تحقيق المزيد من العدالة الاجتماعية وتنمية بشرية مستدامة.






