صوت العدالة : نورالدين عمار
في مدينة الجديدة الساحلية، التي تعد واحدة من أبرز الوجهات السياحية في المغرب، تبرز مشكلة تتعلق بالنظافة العامة التي تهدد صحة وسلامة السكان. شركة “أرما” المكلفة بجمع النفايات في المدينة تواجه تحديات كبيرة في ظل تزايد تراكم النفايات في الشوارع والأماكن العامة، وخاصة بالقرب من المناطق السكنية والتجارية.
تشير التقارير إلى أن حاويات النفايات الموضوعة بالقرب من نوافذ المحلات التجارية والمباني السكنية تسبب انتشار الروائح الكريهة وزيادة خطر الأمراض. على سبيل المثال، في محطة الطريقة الرئيسية، أصبحت النفايات المتراكمة تشكل مصدر إزعاج حقيقي للسكان، مما يعكس بوضوح الفجوة بين مستوى الخدمة المقدم والمستوى المطلوب للحفاظ على بيئة نظيفة وصحية.
المشكلة تتفاقم أكثر بسبب عدم اتخاذ السلطات المحلية أي إجراءات فعالة للتعامل مع الوضع، رغم الشكاوى المستمرة من المواطنين. الحاويات الموضوعة على مقربة من نوافذ وأبواب المنازل تعزز من انتشار الحشرات والقوارض، مما يهدد صحة السكان بشكل مباشر.
سكان التجمعات السكنية أصبحوا في وضع حرج حيث يواجهون الروائح الكريهة والأمراض الناتجة عن تراكم النفايات، مما يؤدي إلى تدهور نوعية الحياة وزيادة الاستياء بين المواطنين. هذا الوضع دفع البعض إلى التفكير في تقديم شكاوى قانونية للمطالبة بتعويضات عن الأضرار التي لحقت بهم.
السلطات المحلية، التي يبدو أنها غير مبالية بمخاوف المواطنين، لم تتخذ خطوات ملموسة لتحسين الوضع. ومع تزايد الشكاوى، تزداد التساؤلات حول مدى اهتمام المسؤولين بصحة المواطنين وراحتهم. هل فعلاً يستحق سكان مدينة الجديدة، الذين يمثلون رعايا صاحب الجلالة، هذه المعاملة السيئة؟
في هذا السياق، من الضروري أن تتعاون السلطات المحلية وشركة “أرما” بشكل أكثر فعالية لتطوير استراتيجيات جديدة لجمع وتخزين النفايات. يجب أن تأخذ هذه الاستراتيجيات بعين الاعتبار احتياجات السكان وتضمن الحفاظ على نظافة المدينة دون الإضرار براحتهم.
إن الاستثمار في تحسين نظافة المدينة ليس مجرد مسألة جمالية، بل هو استثمار في صحة وجودة حياة سكانها وزوارها. يتطلب تحقيق هذا الهدف جهوداً مشتركة من جميع الأطراف المعنية، بالإضافة إلى زيادة الوعي بأهمية الحفاظ على بيئة نظيفة وآمنة.