عقدت محكمة الاستئناف بمدينة ورزازات، اليوم الأربعاء، أولى جلساتها عبر التقاضي عن بُعد الذي اعتمدته محاكم المملكة بسبب تفشي وباء “كوفيد-19″، إذ تم التواصل مع المتشبه فيهم الموجودين في حالة اعتقال بالمؤسسات السجينة.
وجرت أطوار الجلسة بحضور هيئة الحكم وممثل عن النيابة العامة وكاتب الضبط وعدد من المحامين، فيما تابع المعتقلون على ذمة القضايا المطروحة أطوار المحاكمة بالصوت والصورة عبر برنامج معلوماتي للتواصل المباشر.
وتعليقا على الموضوع، قال عبد اللطيف بلحميدي، الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بورزازت، إن تقنية المحاكمة عن بُعد التي انطلقت اليوم بالمحكمة ذاتها جاءت في إطار تصريف قضايا المعتقلين خلال فترة الحجر الصحي، خاصة بعد اتخاذ قرار منع إخراجهم من المؤسسات السجنية حفاظا على سلامتهم وتوقيا لتفشي وباء كورونا.
وأضاف الوكيل العام للملك، في تصريح لهسبريس، أن المحكمة اعتمدت هذه التقنية بعد توفير جميع الظروف اللازمة لعقد محاكمات عادلة وتوفير ظروف جدية للتواصل بين المتهمين ودفاعهم، موضحا أن أول جلسة محاكمة عن بُعد التي عقدت بمحكمة الاستئناف بورزازات عرفت إدراج ملفين يضمان خمسة معتقلين.
وكشف المسؤول القضائي ذاته أن هذه الجلسة مرت في ظروف عادية بعد تمكين المعتقلين من بسط أوجه دفاعهم وإعطاء الكلمة للنيابة العامة لتقديم ملتمساتها في الموضوع، مستدركا “أن تقنية المحاكمة عن بُعد لا تتم إلا بعد موافقة المعتقلين المعنيين بالأمر على مناقشة ملفاتهم أو قضاياهم بواسطة هذه التقنية”.
وأشار الوكيل العام للملك باستئنافية ورزازات إلى عقد جلسات عن بُعد في وقت سابق على مستوى المحاكم الابتدائية بكل من ورزازات وزاكورة وتنغير ضمت عدة ملفات، حيث وصل عدد المعتقلين الذين تمت مناقشة ملفاتهم بالدائرة الاستئنافية إلى 10 معتقلين، يقول بلحميدي.
من جانبه، قال محمد زاوك، المدير الفرعي الإقليمي لوزارة العدل لدى محكمة الاستئناف بورزازات، إن هذه التقنية تم تنزيلها تبعا لما تقرر بتنسيق بين كل من وزارة العدل والمجلس الأعلى للسلطة القضائية ورئاسة النيابة العامة من جهة والمندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج من جهة أخرى، وذلك بتعليمات عليا أعطيت في هذا الباب.
وأوضح زاوك، في تصريح له، أن هذه التقنية تساهم بشكل كبير للحيلولة دون تنقيل المعتقلين على ذمة المساطر القضائية من وإلى المحاكم، في إطار التدابير التي اتخذتها السلطات العمومية لمحاصرة جائحة كورونا كوفيد 19.
وأشار المسؤول ذاته إلى أنه وبعد اتخاذ الإجراءات اللازمة بالمؤسسة السجنية بورزازات نظرا للظروف الاستثنائية التي تعرفها، تم تخصيص قاعتين مجهزتين للاستماع والتقديم الأولى للحالات السلبية والثانية للحالات المصابة بكوفيد ـ 19.
