الرئيسية أحداث المجتمع أخنوش يشتري صمت النقابات

أخنوش يشتري صمت النقابات

IMG 20220503 WA0048 1.jpg
كتبه كتب في 3 مايو، 2022 - 7:58 مساءً

فوزي حضري / صوت العدالة.

عرفت احتفالات فاتح ماي لهذه السنة تراجعا كبيرا مقارنة بسنوات سابقة وخاصة ماقبل جائحة كورونا حيث كانت شوارع المدن تعرف مسيرات احتجاجية عارمة لمختلف النقابات .

فالبرغم من الاحتقان الذي تعرفه مختلف القطاعات سواء بالقطاع العام أو القطاع الخاص بسبب فشل حكومة عزيز أخنوش في تدبير عدد من الملفات الاجتماعية ،زيادة على الاحتقان الشعبي المتزايد يوما بعد يوم نتيجة الارتفاع المهول لأسعار المواد الاستهلاكية وأثمنة المحروقات في ظل غياب أي تدخل حكومي للتخفيف من هذه الأزمة التي انظافت لما خلفته أزمة كورونا على القدرة الشرائية للمواطن .

بالرغم من كل ذلك ،وبالرغم أيضا مما عرفته شوارع عدد من المدن المغربية مؤخرا من احتجاجات وصلت حد المطالبة برحيل أخنوش ..وبالرغم من الانفراج الوبائي ،فاحتفالات فاتح ماي لهذه السنة وعلى غير العادة كانت باهتة ،إذ أغلب النقابات فضلت تخليد هذه المحطة بمقراتها رغم الشعارات الرنانة التي رفعتها بملصقاتها تخليدا لهذا اليوم العالمي .

فإذا كانت نقابة الكنفدرالية الديمقراطية للشغل مثلا قد رفعت شعار “النضال من أجل التوزيع العادل للثروات بدل تأدية فاتورة الأزمات”، فنضالها على أرض الواقع يوم فاتح ماي لم يكن في مستوى هذا الشعار إذ اكتفت أغلب مكاتبها على المستويات المحلية بوقفات لم يتعدى الحضور فيها عدد أصابع اليد وهو ما يطرح أكثر من علامة استفهام .

الاتحاد المغربي للشغل ،اختار كاتبها الوطني الاحتفال افتراضيا عبر مواقع التواصل الاجتماعي فقط وبشعار طويل عريض “أوقفوا مسلسل الهجوم على القدرة الشرائية للطبقة العاملة وعموم الجماهير الشعبية” وكأنه في دولة ديمقراطية ستستجيب لمطلبه هذا دون ضغط شعبي وجماهيري على أرض الواقع .

أما الذراع النقابي لحزب الاستقلال أحد مكونات الحكومة الحالية المتسببة في كل هذا الاحتقان ،فلم يكن غريباً عليه عدم الاحتفال هذه السنة مع الطبقة العاملة إذ اكتفى فقط ببث رقمي لكلمة كاتبه العام .

هذا ناهيك عن باقي النقابات الأخرى ،والتي بدورها لم تخرج طريقة احتفالها عن السياق إن لم نقل عن الإجماع وكأنه كان إجماعا مخططا له مسبقا خاصة بعد اللقاء مع رئيس الحكومة عشية الاحتفال باليوم العالمي للعمال والذي كان من نتائجه زيادة ثلاثون بالمئة في قيمة الدعم المخصص للمركزيات النقابية أي ما يعادل ستة ملايين درهم ليصبح ستة وعشرون مليون درهم كمبلغ إجمالي لدعم هذه المركزيات سنويا .

مشاركة