عبد الكريم زهرات/ صوت العدالة
ما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية راعية الديمقراطية وحقوق الإنسان، يدعو إلى الاستغراب حقا. فبعد مقتل جورج فلوريد وهو رجل أعزل من أصول إفريقية اختناقا تحت ركبة شرطي أمريكي في موقف ينم عن عنصرية مخفية في ظمائر بعض الأمريكين، رغم محاولة الحكومة تلميع الصورة التي هي أصلا غير قابلة للتلميع.
حدث أظهر للعالم أن الولايات المتحدة الأمريكية والتي بقيت تقود العالم في إطار القطبية الواحدة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وتحاول تلميع صورتها بالخارج، لفرض مزيد من السيطرة على العالم على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية.
إنها الولايات المتحدة الأمريكية التي باتت تصدع رؤسنا بالديمقراطية واحترام حقوق الإنسان بل وتتدخل في العديد من البلدان لفرض ذلك على دول متعددة، مسوقة نفسها كراعية للسلام والأمن وحقوق الانسان، بينما ذلك كله منها براء. فالحادث أظهر همجية السلطة الأمريكة وروعونة ترامب، الذي لم يجد ردا مناسبا على غضب شعبه سوى التهديد بنشر الجيش في الشوارع لايقاف المظاهرات، وكأن شرطته الموقرة تتعامل مع المتظاهرين بلطف وعناية، بل وتحرص كل الحرص على تمكينهم من التعبير عن آرائهم. ومما يزيد من تأكيد الهمجية الترامبية تعليقه في تغريدة ” من يطلق عليهم النار هم موجهون باحترافية وليس لهم علاقة بذكرى جورج فلوريد. هم هنا لإثارة المشاكل. عمل رائع من قبل القوات الخاصة الليلة الماضية. لم يكونوا فقط محترفين ولكن رائعون جدا. كنت في الداخل وشاهدت كل خطوة، وشعرت بأمان كبير. لقد سمحوا للمتظاهرين بالصراخ بقدر ما يريدون… واستقبلوا بالكلاب الشرسة وأقوى الأسلحة التي رأيتها على الإطلاق “
فهنيئا للترامب بهذه الديمقراطية الحديثة التي ستدرس لا محالة في أعرق الجمعيات كنموذج جديد للتعامل، مادام هذا الأمر نابع من الدولة الراعية لكل المواثيق الدولية.
إن الشعب الأمريكي يا ترامب أظهر همجيتك وعنصريتك وعنفك، فأعد حساباتك، فلقد انزلت أمريكا أدراجا عديدة في درج الحرية وحقوق الانسان الذي تظاهر به من سبقك من الرؤساء وسيتظاهر به من سيأتي بعدك.
فهل سقط القناع عن أمريكا؟ أقولها بيقين أن القناع سقط، فلا تصدعوا رؤسنا بعد اليوم بشعاراتكم الجوفاء.