يوسف الرامش وادي زم
تناسلت العديد من الأسئلة في أذهاننا ونحن ندخل مدينة وادي زم ؛ المدينة الضاربة في عمق التاريخ النضالي للمغرب ، والتي تتمتع بموقع جغرافي استراتيجي.
فكيف لهذه المدينة التي وصفها الفرنسيون القدامى بـ «باريس الصغرى» أن تعيش كل هذا التهميش والعزلة؟
كيف لساكنة قلعة النضال هذه أن تعيش زمن الانتظار بما يحمله ذلك من معاناة في انتظار أفق إقلاع اقتصادي واجتماعي ظل بعيد المنال إلى يومنا هذا، في ظل تسيير معيب لشأنها المحلي بعد فمنذ مجيء هؤلاء الذين يقومون على تسيير شأنها والمدينة تعيش القطيعة مع كل الطرق المؤدية إلى التنمية والرقي والازدهار وإلى ما كان يطمح إليه رجالاتها الذين ضحوا بالغالي والنفيس من أجلها ومن أجل الوطن.
وضع يعتبر بحق وصمة عار على جبين كل من تسبب من قريب أو من بعيد في ما آلت إليه وادي زم من تهميش.
عندما قامت الجريدة بزيارة هذه المدينة للوقوف على ما وصلت إليه الأوضاع، لم نكن نتوقع حجم النقائص والفوضى والعشوائية والتهميش التي أصبحت هذه المدينة تتخبط وسطها ، والمثير هو أنك وأنت تتجول بين دروبها وتخالط أهلها تلامس موجة سخط عارمة من طرف الشباب والنساء والرجال وحتى شريحة مهمة من شيوخ هذه المدينة المجاهدة.
إنه غضب شعبي على سوء الحياة اليومية، على الصحة ومرافقها، على التعليم وكوارثه، على وضع الشباب والمستقبل المجهول، على البنية التحتية والهشاشة التي تعرفها، ليحق علينا القول بأن المدينة تعيش وضع الهشاشة بكل ما في الكلمة من معنى.
غضب على مظاهر انعدام الأمن وتفشي الجريمة بتصنيفاتها المتعددة؛ غضب على بعض جمعيات المجتمع المدني وسيطرة جمعيات محسوبة أو تابعة مباشرة للحزب الحاكم، غضب على قطاع النقل، على التعمير الذي يشرف عليه بعض أعضاء المجلس البلدي