الرئيسية أحداث المجتمع عودة مافيات سرقة الرمال لشواطئ البرنوصي، إهمال ام تواطؤ!

عودة مافيات سرقة الرمال لشواطئ البرنوصي، إهمال ام تواطؤ!

d9aa5434 ec3e 47ba ad2a f630a05aa32a 1
كتبه كتب في 15 مايو، 2024 - 5:36 مساءً

كما في مختلف المناطق الساحلية، و بالخصوص قرابة التجمعات العمرانية الكبرى حيث تنشط أوراش البناء، يكثر الطلب حول الرمال التي تشكل مدخلا هاما في أي ورش عمراني، ما يخلق بيئة خصبة لعصابات و مافيات منظمة تنشط في سرقة و بيع الرمال من الشواطئ بطريقة غير مهيكلة، ضاربة كل القوانين المدنية و البيئية عرض الحائط.

في مدينة الدار البيضاء خصوصا شكلت عمليات السرقة هذه موضع رحلات و هجرات من شمال المدينة نحو جنوبها لتشكل منطقتي البرنوصي عين السبع و دار بوعزة اهم مراكز نشاط هذه المافيات، ففي 2017 مثلا مكنت حنكة السيد نبيل الخروبي عامل عمالة مقاطعات البرنوصي و يقظة باشا دائرة الحي الصناعي و السلطات المحلية والأمنية بمنطقة البرنوصي بالدار البيضاء، في عملية نوعية ضخمة، تتمثل في حجز 4 شاحنات كبيرة، وجرافة، كانت بصدد سرقة الرمال من شواطئ الدار البيضاء، في جنح الظلام، وذلك بعد معركة دامت لساعات مع السائقين الذين واجهوا السلطات بالحجارة، قبل أن يتمكنوا من الفرار.

7676a0e9 e570 4f0a 8181 26efa41a1bad.jpeg

وفي تفاصيل العملية، وحسب ما أوردته جريدة اليوم 24، فإن عصابة سرقة الرمال كانت تعتمد خطة لمواصلة نهب رمال شواطئ الدار البيضاء، مرتكزة على الشريط الساحلي الرابط بين المحمدية ومنطقة عين السبع، حيث تصل عدد الحمولات عبر الشاحنات إلى 40 شاحنة كل ليلة، يتم بيعها بـ6 آلاف درهم، كأقل تقدير، مما يعني أن المدخول اليومي لعصابة نهب الرمال يتجاوز 20 مليون سنتيم في اليوم.

بعد تلك الضربة القاضية التي تكبدتها العصابة قامت السلطات المحلية بوضع حواجز حجرية و مراقبة كل الممرات التي تمكن الشاحنات من الولوج الى رمال الشاطئ قاطعة بذلك دابر لصوص الرمال.

لتتحفز غرائز العصابات منتقلة بذلك صوب جنوب الدار البيضاء لتجد ضالتها، وتنسج العصابة حولها خيوطا لشبكة المتكونة من باشا وأمنيين برتب متفاوتة، ومحام وموظفين بمحكمة الاستئناف والمحكمة الابتدائية عين السبع، ونائب لوكيل الملك بهذه الأخيرة، ومواطنين من مهن وحرف مختلفة. و كما كشفت هسبريس في مقال نشرته في 2022 .وحسب المقال فإن التحقيقات التي أجرتها عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية قد أبانت عن تشعب القضية، إذ تمت سرقة كميات كبيرة من الرمال من عقار لخليجيين يقع في منطقة دار بوعزة، ضواحي الدار البيضاء.
كما أن الخليجيين فوجئوا حين عودتهم إلى المغرب بكون عقار خاص بهم سرقت منه أطنان من الرمال، قبل أن يتحول إلى فضاء تكدس فيه مخلفات البناء من طرف بعض المقاولين، بتواطؤ من طرف السلطة المحلية.
وأشارت المصادر نفسها إلى أن الشروع في التحقيق مع أحد المتهمين (تاجر رمال) تبين من خلاله توفر ذاكرة هاتفه على أرقام هواتف مسؤولين قضائيين، ما وسع دائرة البحث، لتبدأ التصريحات والاعترافات.
كما ورد في المقال نفسه أنه جرى تعقب المكالمات الهاتفية لجل الموقوفين، التي تم اعتمادها كأدلة واجهتهم بها عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية أثناء التحقيق.
بالإضافة إلى أن لجنة من مفتشية وزارة الداخلية قامت بالتحقيق على مستوى دار بوعزة في قضية المقالع والمستودعات العشوائية غير المرخصة، وكيفية تحول الكثير منها إلى فضاءات لردم مخلفات البناء مقابل مبالغ مالية، وفق ما يتم تداوله.
وكانت النيابة العامة بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء قررت متابعة 25 من المتهمين في حالة اعتقال، و4 آخرين في حالة سراح مؤقت.
والمتابعون في حالة اعتقال هم صاحب شاحنة ملقب بـ”العمومي”، وعاملان في قطاع البناء، وموظفتان، إحداهما بمحكمة الاستئناف وأخرى بالمحكمة الزجرية، ومسير مقهى، ونادل، وسائق سيارة أجرة، ومستشار قانوني، وصاحب شركة، ومستخدم في التلحيم، ومتقاعد في الدرك الملكي، وموظف بالمحكمة الزجرية، و3 عناصر من الشرطة، ومحام بهيئة الدار البيضاء؛ إلى جانب عدد من النساء، ضمنهن عاملة نظافة بمحكمة عين السبع.
أما المتابعون في حالة سراح، الذين يتمتعون بالامتياز القضائي، فهم كل من مفتش شرطة ممتاز، وضابط في الشرطة القضائية، وباشا ممتاز بالنواصر، ونائب لوكيل الملك بالمحكمة الزجرية عين السبع.

لتدخل العصابات في مرحلة من السبات النوعي، حتى تفتح التحقيقات من جديد بعد ان وجدت جثة شخص ستيني، ينحدر من إحدى دواوير الجماعة القروية أولاد عزوز، عمالة إقليم النواصر بالدار البيضاء، مرمية بمنطقة خلاء، سويعات قبل فجر يوم 17 يناير الماضي بين الأشجار بمحاذاة إحدى المسالك الترابية، الواقعة ضمن النفوذ الترابي للجماعة الحضرية دار بوعزة، غير بعيد من الشريط البحري، الفاصل بين جماعة وقيادة السوالم الطريفية، عمالة إقليم برشيد، و الجماعة الحضرية دار بوعزة، عمالة إقليم النواصر، في ظروف غامضة، شكلت موضوع بحث قضائي تمهيدي، تحت إشراف الوكيل العام للملك بجنائية الدار البيضاء كان أول المتهمين فيه بارون الرمال بالمنطقة و الذي يملك عدة شاحنات و آليات معدة لسرقة الرمال.

هل يمكن ان تكون مافيات الرمال قد عاودت نزوحها نحو سيدي البرنوصي عين السبع خصوصا بعد أن بدأ مرتادوا الطريق الساحلية عين السبع المحمدية يلحظون حركة غير طبيعية لبعض الشاحنات ليلا كما أن بعض الحواجز التي كانت تمنع ولوج الآليات لرمال الشاطئ قد تمت إزالتها مهيئة بذلك الطريق لعصابات سرقة الرمال حتى تنسج شباكها حول الأخضر واليابس بالمنطقة.

مشاركة