توالت ردود الفعل المرحّبة من شخصيات سياسية فرنسية بارزة تجاه إعلان المملكة المتحدة دعمها الصريح لمخطط الحكم الذاتي الذي يطرحه المغرب كحل نهائي للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية. واعتبرت هذه الشخصيات أن الموقف البريطاني الجديد يُعدّ مؤشراً إضافياً على التوجّه الدولي المتنامي نحو اعتبار المقترح المغربي حلاً واقعياً وذا مصداقية.
وقال النائب الفرنسي برنارد شي، في تدوينة نشرها على حسابه في منصة “إكس” (تويتر سابقًا)، إن “الدعم البريطاني لمبادرة الحكم الذاتي المغربية، بعد الموقف الفرنسي، يؤكد الزخم الدولي المتزايد حول هذه المبادرة”، مشيراً إلى أن المقترح المغربي هو “الأكثر جدية وبراغماتية لتسوية النزاع”.
من جهته، أشار عضو مجلس الشيوخ الفرنسي ونائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والقوات المسلحة، أوليفيي كاديك، إلى أن الدينامية التي أطلقها المغرب باتت تحظى بـ”إجماع دولي متصاعد”، مع تزايد انخراط القوى الكبرى في دعم هذا التوجّه السياسي.
وفي السياق ذاته، عبّر ميكائيل ديلافوس، عمدة مدينة مونبلييه، عن دعمه لموقف المملكة المتحدة، معتبراً أن “صدور هذا الموقف من عضو دائم في مجلس الأمن الدولي يمثل دفعة نوعية نحو التوصل إلى حل سياسي دائم وعادل”.
أما الخبير الجيوسياسي فريديريك أنسل، فرأى أن موقف لندن “منطقي ومشروع”، مشيراً إلى انسجامه مع موقفي فرنسا والولايات المتحدة. وأضاف أن “هناك توجهاً دولياً يزداد رسوخاً نحو اعتبار الحكم الذاتي إطاراً واقعياً لتسوية النزاع”.
تحول في مواقف القوى الكبرى
ويشير مراقبون إلى أن هذا التوافق المتنامي حول المبادرة المغربية يعكس تحولاً مهماً في مواقف عدد من الدول المؤثرة داخل المجتمع الدولي، ويعزز موقع الرباط في مساعيها الرامية إلى إنهاء هذا النزاع المستمر منذ عقود، في إطار احترام سيادة المملكة ووحدتها الترابية.
وقد سبق للمغرب أن طرح مخطط الحكم الذاتي عام 2007 كحل سياسي واقعي لإنهاء النزاع، نال منذ ذلك الحين دعماً متزايداً من قِبل عدد من الدول، من بينها الولايات المتحدة، فرنسا، إسبانيا، وأخيراً المملكة المتحدة.
خلفية النزاع
يُشار إلى أن قضية الصحراء المغربية تُعد من أبرز النزاعات الإقليمية في شمال إفريقيا، حيث تطالب جبهة “البوليساريو”، بدعم من الجزائر، بإجراء استفتاء لتقرير المصير، بينما تقترح الرباط حلاً يقوم على منح الحكم الذاتي للمنطقة تحت السيادة المغربية، في إطار لا مركزي متقدم.
