صوت العدالة : محمد زريوح
في قرار قضائي استثنائي، أصدرت محكمة الاستئناف بالناظور، يوم الاثنين 19 ماي الجاري، حكمًا بالإعدام على المتهم الرئيسي في جريمة قتل مزدوجة هزّت بلدة بن الطيب بإقليم الدريوش، وأودت بحياة زوجين من أفراد الجالية. جاء هذا الحكم بعد رفع الغرفة الجنائية للعقوبة من السجن المؤبد إلى الإعدام، استنادًا إلى شدة الجريمة وخطورتها، خلال جلسة ترأسها القاضي محمد الحدوتي وحظيت بمتابعة إعلامية واسعة.
تفاصيل القضية تشير إلى أن المتهم، وهو رجل خمسيني ينحدر من جماعة قاسيطة ويقطن في دوار مجاور، اعترف بضرب الزوجة الأولى على رأسها بواسطة عمود خشبي، ما أدى إلى إصابتها الخطيرة، ثم اندلع بينه وبين الزوج عراك انتهى بقتلهما. بعد ذلك، حاول إخفاء جثتيهما داخل بئر بمنزله، قبل أن يكتشف انقطاع الاتصال بين الضحيتين وأبنائهما المقيمين بالخارج الحادث، ما دفع السلطات الأمنية لفتح تحقيقات كشفت الجريمة وأدت إلى اعتقال المتهم.
يمثل هذا الحكم التاريخي محطة بارزة في مسار القضاء بالناظور، ويعيد إلى الواجهة النقاش المجتمعي حول عقوبة الإعدام في المغرب، التي لا تزال معطلة رسميًا رغم صدور أحكام بالإعدام في بعض القضايا الكبرى. ويأتي ذلك في وقت يطالب فيه المجتمع بالعدالة الصارمة للجرائم البشعة، مع التأكيد على ضرورة احترام حقوق الإنسان وضمان سير محاكمات نزيهة.