الرئيسية أحداث المجتمع ثانوية موسى بن نصير بالخميسات: معلمة تاريخية مهددة بالطمس

ثانوية موسى بن نصير بالخميسات: معلمة تاريخية مهددة بالطمس

IMG 20250509 WA0037
كتبه كتب في 9 مايو، 2025 - 2:10 مساءً

حفيظ المخروبي- صوت العدالة

تُعد ثانوية موسى بن نصير التأهيلية بمدينة الخميسات واحدة من أقدم وأعرق الثانويات بالمغرب، ليس فقط على المستوى الإقليمي، بل حتى الوطني، حيث يعود تاريخ بنائها إلى عهد الحماية الفرنسية، وشُيّدت وفق هندسة معمارية تجمع بين الأصالة والحداثة. وقد خضعت هذه المؤسسة إلى عملية ترميم وإصلاح واسعة، أعادت إليها جزءًا من رونقها التاريخي.

هذه الثانوية ليست كباقي المؤسسات التعليمية؛ فهي مصنّفة ضمن التراث الوطني المحمي من طرف منظمة اليونسكو، باعتبارها معلمة تعليمية وثقافية شاهدة على حقبة مهمة من تاريخ المغرب، تخرج منها أطر بارزة وصلت إلى مراتب عليا في مختلف المجالات.

من بين المبادرات التي كانت تميز المؤسسة هو تصنيفها منذ سنوات كـ”فضاء بدون تدخين”، وقد حظيت بزيارة رسمية من طرف صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء، عقيلة الملك محمد السادس نصره الله، وذلك في إطار الاهتمام بالبيئة والتحسيس بمخاطر التدخين وسط التلاميذ.

في السبعينيات والثمانينيات، كانت الثانوية تشهد نظامًا تربويًا مميزًا، حيث كان لكل جناح تخصيص لمادة دراسية معينة، مما خلق بيئة تعليمية منظمة وهادفة. إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تراجعًا مؤسفًا في هذا التنظيم، حيث بدأت بعض المرافق تُستغل لأغراض أخرى.

الجناح المقابل للباب الكبير، الذي كان في الماضي مخصصًا للدراسة، أصبح اليوم تحت تصرف المديرية الإقليمية للتعليم، كمقر لحفظ الأرشيف، في حين تم تخصيص جناح آخر لما يُعرف بـ”الفرصة الثانية”، مما أفقد المؤسسة جزءًا من هويتها الأصلية وخصوصيتها التربوية.

إن هذه الوضعية تستدعي دق ناقوس الخطر، من أجل صون هذه المعلمة العريقة التي تُعتبر فخرًا للمدينة والجهة. فهي ليست مجرد مؤسسة تعليمية، بل ذاكرة حية ومهد أجيال، وواجب على المسؤولين والمؤسسات المنتخبة والفعاليات الجمعوية أن يتحملوا مسؤوليتهم في الحفاظ عليها.

مشاركة