بت تعيين صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله للسيد إبراهيم أبو زيد ارتياحا بالغا لدى الرأي العام بإقليم صفرو ٬ فالعامل الجديد يحمل ورائه سجلا من العطاءات وخبر تجربة على رأس السلطة بتلات أقاليم من المملكة بتمرس أهلته ليحضى بلقب رجل اللاتمركز الإداري للمهمات الصعبة .
لابد من الإشارة في استهلال هذا المقال من كون الزيارة الملكية الميمونة للملك محمد السادس لاقليم صفرو٬ في 12 يناير 2014 قفزت قفزة نوعية هائلة ٬ بالمنطقة بالنظر إلى حجم المشاريع التي أثمرتها وحجم الإمكانات التي رصدت للتأهيل الحضري في مدينة صفرو والعديد من المراكز الحضرية ٬ كما دفعت بدينامية لتأهيل العالم القروي وفك العزلة والتمدرس والصحة وبمشاريع كبيرة كالري ومشروع سد مداز .
بيد أن هذه القفزة النوعية التي لازالت مشاريعها الكبرى تعبد طريق التنمية بالمنطقة نحو غد أفظل للأجيال القادمة ٬ لم توازيها تطورات على مستوى تدبير الجماعات المحلية التي تغرق العديد منها بإقليم صفرو ٬في تفكك النخب وغياب البرامج والعجز وسوء التسيير ودخول بعض رؤسائها إلى المسائلة القانونية ٬ بشكل يتيح المجال إلى وضع السؤال عن جدية تدبير الشأن المحلي من طرف هذه المجالس والقطع مع أشكال ممارسة السياسة لتحقيق الريع والأغراض الخاصة ؟!
قبل أيام من تعيين عامل الإقليم على رأس السلطة المحلية رفضت أغلبية المجلس الحضري لصفرو في سابقة تاريخية تصميم التهيئة٬ مما سيؤتر على الاستتمارات ويتيح المجال للتسويات النموذجية في غياب الوتيقة الرسمية لتصميم التهيئة وسيرهن المدينة إلى بلوكاج نموذجي في مدينة ينعدم فيها حي صناعي نموذجي ٬ ويصعب من مجهودات السلطات في المراقبة باعتبار ان وتصميم التهيئة هو الاطار الإداري والقانوني للتعمير٬ رغم أن مشروع التصميم كان متقدما بشأن حماية واحة صفرو كثروة طبيعية للمدينة وكونه قطع مع ممارسات اللوبي العقاري !
رفض تصميم التهيئة يحيلنا أيضا الى التراجع عن تشوير مدار ستي مسعودة الطرقي لتنظيم حركة السير والجولان ٬ بعد أن نزل لوبي أصحاب الطاكسيات لإحالة تنظيم السير حفاظا على أرواح الساكنة ودرءا لعرقلة الحركة إلى حبر على ورق !
فهل أصبحت اللوبيات تحكم المدينة ؟! إن عدم تطبيق القوانين أسوء من الفوضى كما يقول الفيلسوف سبينوزا٬ اليوم يقع اقليم صفرو بين العديد من الاختلالات البنيوية جراء غياب ٬ الرؤية وأيضا تطبيق القانون ٬ في العالم القروي لصفرو تنتشر آبار غير مرخصة تتيح الاستغلال المفرط لمصادر المياه ٬ ولا ننسى نضوب عين السلطان بمنتجع ايموزار كندر جراء الاستغلال المفرط وتقل سيارات اسعاف في جماعات في الوقت الذي تتضخم ميزانيات المجلس الإقليمي والجماعات في الكماليات والكازوال ٬ في الوقت الذي ترزح فيه ساكنة بدون مسالك طرقية وغياب الاتصالات في العديد من الجماعات القروية .
وفي الوقت الذي تحولت فيه العديد من المشاريع الى أطلال أو بنايات مقفلة في هذه الجماعة أو تلك بعد أن رصدت لها ملايين ٬ وينعدم تأهيل المراكز القروية التي تظهر في معظمها كدواوير وبئر معطل ٬ ترزح أخرى في غياب الرؤية وسوء التسيير واستقواء رآستها على المعارضة كما هو الشأن بحاضرة بني يزغة !
كان الله في عون العامل الجديد السيد الدكتور إبراهيم أبوزيد في وضع خارطة طريق لوضع إقليم صفرو المتنوع برصيده الطبيعي والسكاني والتاريخي على سكة التنمية . لكن بدون ربط المسؤولية بالمحاسبة في العديد من الجماعات ستظل المهمة مستحيلة!