حفيظ المخروبي- صوت العدالة
تعيش مدينة الخميسات هذه الأيام على وقع أزمة بيئية خانقة بسبب تراكم النفايات في مختلف الأحياء والشوارع، نتيجة إضراب عمال النظافة الذين لم يتوصلوا بأجورهم الشهرية، في مشهد بات يؤرق الساكنة ويهدد الصحة العامة.
فمن حي السلام إلى حي الزهراء، ومن وسط المدينة إلى أطرافها، تنتشر أكوام الأزبال بشكل لافت، بل وتغمر الأرصفة ومحيط الحاويات، مصحوبة بروائح كريهة تُزكم الأنوف، ما يحوّل المدينة إلى مكب مفتوح ويُشوه المنظر العام.
ورغم خطورة الوضع، تلتزم السلطات المحلية الصمت وتكتفي بدور المتفرج، دون اتخاذ إجراءات فورية للحد من تفاقم الأزمة، أو حتى التواصل مع الشركة المفوَّض لها تدبير القطاع لحل المشكل وصرف مستحقات العمال الذين يخوضون إضراباً مشروعاً بعد تأخر الأجور.
وتتساءل الساكنة: إلى متى ستظل هذه الوضعية قائمة؟ وهل من المعقول أن تُترك مدينة بحجم الخميسات تواجه وحدها خطر التلوث البيئي والانهيار الصحي دون تدخل جاد وسريع؟
إن ما يحدث اليوم بالخميسات ليس مجرد أزمة نظافة، بل مؤشر خطير على غياب الحكامة في تدبير قطاع حيوي يمس الحياة اليومية للمواطنين، وجرس إنذار يستدعي تضافر الجهود بين العمال، الشركة، والسلطات، لإعادة المدينة إلى سابق نظافتها وكرامتها.

