صوت العدالة- رياضة
في ليلة مليئة بالإثارة والعواطف الجياشة، توج المنتخب البرتغالي بلقب دوري الأمم الأوروبية للمرة الأولى في تاريخه، بعد فوز صعب على غريمه التقليدي إسبانيا 5-4 بركلات الترجيح، وذلك عقب تعادل مثير 2-2 في الوقتين الأصلي والإضافي للمباراة التي جرت مساء الأحد على ملعب أليانتس أرينا في ميونيخ، ضمن منافسات النسخة الرابعة من البطولة الأوروبية.
مباراة دراماتيكية بتقلبات مثيرة
شهدت المباراة تسارعاً كبيراً في الأحداث، حيث تقدمت إسبانيا أولاً عبر مارتين سوبيميندي في الدقيقة 21، قبل أن يعادل البرتغال النتيجة بعد خمس دقائق فقط عن طريق نونو منديش. وفي الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول، عادت إسبانيا للتقدم مجدداً بفضل ميكل أويارسابال، ليذهب الفريقان إلى الاستراحة بتقدم إسباني 2-1.
وفي الشوط الثاني، أظهر المنتخب البرتغالي عزيمة قوية، وتمكن من إدراك التعادل مرة أخرى في الدقيقة 61 عبر نجمه التاريخي كريستيانو رونالدو، الذي سجل هدفاً حاسماً قبل أن يُستبدل إثر إصابته في الدقيقة 88 وسط تشجيع حار من الجماهير.
ركلات الترجيح تحسم اللقب لصالح “البرتغاليين”
مع نهاية الوقت الإضافي دون أهداف إضافية، اضطر الفريقان إلى حسم اللقب عبر ركلات الجزاء، حيث أظهر البرتغاليون عصبية فائقة، فسجلوا جميع ركلاتهم الخمس بنجاح، بينما أهدر الإسبان الركلة الرابعة عبر قائدهم ألفارو موراتا، لتنتهي المباراة 5-4 لصالح البرتغال.
إنجاز تاريخي ورونالدو يكتب أسطورة جديدة
يُعتبر هذا اللقب أول تتويج للبرتغال في دوري الأمم الأوروبية، مما يعزز سجلها الذهبي في المسابقات القارية بعد فوزها بـيورو 2016. كما يُعد هذا الإنجاز تتويجاً لمسيرة كريستيانو رونالدو الدولية، حيث سجل هدفاً حاسماً في المباراة النهائية قبل أن يغادر الملعب مصاباً، ليكمل زملاؤه المهمة ويحققوا الفوز.
إسبانيا تكرر سيناريو 2023 ولكن بالخسارة
من جهتها، خسرت إسبانيا اللقب بالطريقة نفسها التي فازت بها عليه في النسخة الماضية، عندما تغلبت على كرواتيا 5-4 بركلات الترجيح بعد تعادل سلبي في 2023. لكن هذه المرة، كان الحظ غير حليف “لا روخا”، التي فشلت في تحقيق اللقب الثاني على التوالي.
ما بعد النهائي: احتفالات البرتغال وخيبة أمل إسبانيا
غادر اللاعبون البرتغاليون الملعب وسط احتفالات كبيرة، بينما بدا الإسبان مصدومين من الخسارة، خاصة بعد الأداء القوي الذي قدموه خلال المباراة. ويبقى السؤال الآن: هل ستكون هذه البطولة نقطة انطلاق لعصر جديد للمنتخب البرتغالي؟ أم أنها مجرد حلقة في مسيرة إسبانيا التي لا تزال تبحث عن هويتها الجديدة؟
خلاصة القول:
في ليلة لا تُنسى، كتبت البرتغال تاريخاً جديداً، بينما تتعثر إسبانيا عند عتبة المجد. الفوز باللقب جاء ثمرة إرادة لا تنكسر، لكن المعركة الحقيقية ستكون في يورو 2024، حيث سيتطلع الجميع لمعرفة من سيكون الأقوى.