شهدت جماعة إفران الأطلس الصغير بإقليم كلميم، صباح اليوم الثلاثاء 17 يونيو الجاري، واقعة أثارت جدلاً واسعاً، بعد إقدام السلطات الجماعية على إطلاق أعيرة نارية في إطار حملة لمحاربة الكلاب الضالة، بالتزامن مع اجتياز تلاميذ السنة الثالثة إعدادي للامتحان الجهوي الموحد.
وقد نُفذت العملية في محيط عدد من المؤسسات التعليمية، ما خلف حالة من الذعر والارتباك وسط التلاميذ، الذين كانوا في حاجة ماسة إلى الهدوء والتركيز خلال هذا الاستحقاق التربوي الحاسم. أصوات الطلقات النارية أربكت الأجواء داخل الأقسام، وتسببت في حالة من الهلع، وسط استياء واسع في صفوف الأسر وأولياء الأمور.
ووصف عدد من الآباء ما جرى بـ”الاستهتار غير المقبول بمصير التلاميذ”، مشيرين إلى أن العملية تعكس سوء تقدير واضح من طرف الجماعة، التي لم تبادر إلى التنسيق المسبق مع السلطات التربوية، ولم تراعِ التوقيت الحرج للامتحانات. وطالب المتضررون بفتح تحقيق شفاف لتحديد المسؤوليات، ومحاسبة الجهات التي أعطت الضوء الأخضر لتنفيذ هذه الحملة في توقيت غير ملائم.
في المقابل، أقر بعض المتتبعين بخطورة ظاهرة الكلاب الضالة في المنطقة، والتي بلغت بحسبهم مستويات تهدد السلامة العامة، غير أن ذلك لا يبرر تنفيذ حملات عشوائية تمس حقوق التلاميذ في ظروف امتحانية عادلة، وتضرب مبدأ تكافؤ الفرص في العمق.
وتزداد حدة الجدل بالنظر إلى أن المغرب سبق أن أعلن ضمن ملف ترشيحه المشترك لاستضافة كأس العالم 2030، التزامه بعدم استخدام أساليب القنص في التعامل مع الكلاب الضالة، التزاماً باتفاقيات دولية في مجال الرفق بالحيوان. وهو ما يجعل هذه الواقعة، بحسب ناشطين، خرقاً صارخاً لتلك الالتزامات، ويعيد إلى الواجهة مطلب إيجاد حلول إنسانية ومخطط وطني شامل لمعالجة الظاهرة بشكل يراعي الجوانب الصحية، الاجتماعية، والتربوية.
